رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
وكانَ هُو في مُؤخَّرِها نائماً على الوِسادَة، فأَيقَظوه وقالوا له: يا مُعَلِّم، أَما تُبالي أَنَّنا نَهلِك؟ "يا مُعَلِّم" في الأصل اليوناني διδάσκαλος فتشير الى من له موهبة خاصة من أجل التعليم والفقاهة انطلاقًا من نصوص الكتب وتأكيدات الإيمان. ويدل اللقب هنا على سلطة يسوع التعليمية وإيمان التلاميذ بها. أمَّا عبارة "أمَّا تُبالي أَنَّنا نَهلِك؟ فتشير الى معاتبة التلاميذ ليسوع كأنه لا يُبالي بهم او تشير الى ضعف ايمانهم وعدم ثقتهم به في الخطر (متى 8: 25) وتلمح هذه المعاتبة الى صدى تشبه شكوى صاحب المزامير "إِلامَ يا رَبُّ؟ أعلى الدَّوامِ تَتَوارى؟" (مزمور 89: 47). وكما ان يسوع في السفينة لم يمنع من هبوب العاصفة، كذلك وجود يسوع في حياتنا وفي الكنيسة لا يمنع التجارب لكنه يحفظنا منها. ويعلق الاديب والشاعر الفرنسي الشهير بول كلوديل "لم يأت الله لإلغاء معاناتنا؛ حتى أنّه لم يأت لتفسيرها؛ بل إنّه أتى ليملأها بحضوره". الرب مع تلاميذه وهم في حمايته. والحاجة تُجبٍر على الصلاة. في كثير من الأحيان؛ وسط الظروف الصعبة، ووسط الألم والضيق نأتي إلى الرب بعتاب وملامة ونسأله، أين أنت يا رب من كل هذا؟ لماذا تسمح بكل هذا الضيق؟ ليس لنا او للتلاميذ حق ان نقول لمعلمهم انه لا يهتم بهنا لعدم انقاذنا حالا. ويُعلق الأب هانس بوتمان اليسوعيّ "يا للاتهام الصعب لهذا الإله المحبّ والراعي الصالح الذي يهتمّ بخرافه، حيث أنّ الأجير "لا يُبالي" (يوحنا 10: 14). ينام الأجير على وسادة في حين أنّ الذئب يبدّد الخراف وتهدّد الأمواج والعاصفة التلاميذ. " وقال غيرهم من التلاميذ بحسب انجيل لوقا "يا مُعَلِّم! يا مُعَلِّم! لَقَد هَلَكْنا (لوقا 8: 24)، دلالة على خوف التلاميذ وضياعهم وهلاكهم وتضرعهم ليس من السهل علينا أن نؤمن بانتصار يسوع على الموت. إنّنا نشعر بالهلاك؛ لكنّنا نعلم أنّه حاضر، حتى ولو يبدو لنا أنّه نائم. قد يبطئ يسوع بمساعدتنا في وقت الضيق كأنه نائم، ولكنه لا بدَّ ان يُنجِّينا أخيرا (مرقس 6: 48). أن وجود يسوع في السفينة لا ينزع عن التلاميذ التجارب إنما يحفظهم منها. لنطلب نعمة الثبات في الإيمان، سيّما عند عدم "الشعور" بحضور الله في شدائدنا وتجاربنا. لندعو يسوع إلى قوارب حياتنا، ولنسلّمه مخاوفنا حتى يتغلّب عليها. وسوف نختبر أننا، مثل التلاميذ، لن نغرق إذا كان هو على متنها. ألم يقل الله على لسان النبي أشعيا: "لا تَخَفْ فإِنِّي معَكَ ولا تَتَلَفَّتْ فَأَنا إِلهُكَ" (أشعيا 41: 10)، وألم يقل يسوع "لا تَخَفْ أَيُّها القَطيعُ الصَّغير" (لوقا 12: 32)، "وهاءنذا معَكم طَوالَ الأَيَّامِ إِلى نِهايةِ العالَم" (لوقا 28:20) وفي مكان آخر قال: "ثِقوا إِنِّي قد غَلَبتُ العالَم؟" (يوحنا 16: 33). |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
لكي يشدد الرب إيمان تلاميذه |
إن الرب اجتمع مع تلاميذه وأسس عشاء الرب |
مزمور 27 - حمايته في خيمة الرب |
جلس الرب على الجبل مع تلاميذه |
متى نفخ السيد الرب في وجوه تلاميذه؟ |