رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
لوط والسقوط كَانَ الْبَارُّ، بِالنَّظَرِ وَالسَّمْعِ وَهُوَ سَاكِنٌ بَيْنَهُمْ، يُعَذِّبُ يَوْمًا فَيَوْمًا نَفْسَهُ الْبَارَّةَ بِالأَفْعَالِ (بأفعالهم) الأَثِيمَةِ ( 2بط 2: 8 ) حياة لوط فيها من الدروس الكثيرة المُحذرة لنا: 1- القلب الفارغ السطحي الذي يفتقر لرؤيا الرب وإعلاناته، لا يستطيع أبدًا أن يصمد أمام العالم وإغراءاته «فرفع لوط عينيه ورأى كل دائرة الأردن أن جميعها سقيٌ ... كجنة الرب، كأرض مصر» (تك:10:13). 2- هناك ارتباط وثيق جدًا بين القلب والعين، فالذي يتمسك به القلب تتعلق به العين، والعين غير البسيطة دائمًا نظرتها خاطئة، فسدوم وعمورة التي يرى الرب أهلها أشرارًا جدًا، تراها «كجنة الرب». 3- الفشل في حياة المؤمن لا يأتي فجأة، لكنه دائمًا نهاية طريق يبدأ بخطوة وراء الأخرى. مع لوط كانت السطحية، وراءها النظرة الخاطئة، وراءها الاختيار الخاطئ. والترياق الواقي من هذه كلها هو الشركة العميقة مع الرب . 4- عدم التدقيق، والاستهتار بالثعالب الصغار هو من أخطر الأمور التي تفسد كروم الحياة. استخَّف لوط بالسَكن في مدن الدائرة، ونقل خيامه تجاه سدوم، فما كان بعد ذلك إلا أنه ذهب ليعيش داخل سدوم، ليصبح في النهاية من سكان سدوم وأهلها. 5- شَرَك العالم (سدوم)، يقتنص النفس الكريمة. ومَن يعيش خارج المقادس لن يرى زواله، بل يؤخَذ بخداعه، وزيفه، وبريقه الكاذب، وبعد أن يظهر على حقيقته من قباحة، ونجاسة، وأفعال أثيمة، لا يستطيع أن يخرج من بين أنيابه «إذ كان البار، بالنظر والسمع وهو ساكن بينهم، يعذِّب يومًا فيومًا نفسه البارة بالأفعال (بأفعالهم) الأثيمة»، وحينئذ لن يبقى أمامنا سوى مراحم الرب الذي يعلم أن ينقذ الأتقياء من التجربة ( 2بط 2: 8 ، 9). أخيرًا أيها الأحباء علينا أن نُطيع تحريض الرب: «اذكروا امرأة لوط!» ( لو 17: 32 )، المرأة التي كانت في أقرب علاقة مع شخص خلُص وتبرَّر، والتي سمعت التحذير لكي تبقى على هذه العلاقة. إنها وعَت التحذير إلى زمان، وخرجت بالفعل من المدينة الشريرة، وبالرغم من كل هذا هلكت! إننا نرى في لوط كيف يقترب الإنسان من اللعنة، وبنعمة الرب ومراحمه وحدهما يخلُص. وفى امرأة لوط، نرى كيف يقترب الانسان من الخلاص والنجاة، ولكن بعصيانه وعدم إيمانه يهلك. أحبائي: «لا تحبوا العالم ولا الأشياء التي في العالم» ( 1يو 2: 15 ). |
|