رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
شاولُ والرؤيا السماويَّة «مِن ثَمَّ أيُّهَا المَلِكُ أَغرِيبَاسُ لَم أَكُن مُعَانِدًا لِلرُّؤيَا السَّمَاوِيَّةِ» ( أعمال 26: 19 ) في لحظة كان شاول «لَم يَزَل يَنْفُثُ تَهَدُّدًا وقَتلاً على تَلاميذ الرَّبِّ»، وفي اللحظة التالية «سَقطَ علَى الأَرضِ»، مُتسائلاً: «يا رَبُّ، مَاذا تُرِيدُ أَن أَفعَلَ؟». لقد تحطم الجبل في انهيار مفاجئ. كيف انقشعت كل أسباب اضطهاد بولس حتى لم يتبق منها ما يُجيب عن سؤال الرب يسوع: «شَاولُ، شَاولُ! لِماذَا تَضْطَهِدُنِي؟»! إن الرب يسوع حيُّ ومُرفَّع فى المجد، وظهر لشاول، وأكرمَهُ بأن يتحاجج معه. فلا عجَب أن الرجل الذي كان يُخطط لاعتداءات جديدة على التلاميذ منذ عشـر دقائق فقط، قد انسحق وتذلَّل وهو مُنطرح على وجهه على الأرض، في الطريق. والتبكيت الإلهي يجتاحَهُ ويسـري في كل كيانه! ولا عجَب أن الدروس التي غُرست فيه في تلك الساعة من حياته، صارت مركزًا لكل تعاليمه في المستقبل! هذه الرؤيا أحدَثت ثورة في تفكيره وفي حياته. وما عُمِلَ في تلك اللحظة كان كافيًا ليتحوّل المُضطَهِد إلى الخادم، وأن يساوى برّه الذاتي بالأرض، وأن يُعْلَن له الرب يسوع المُمجَّد، وأن يكسـر إرادته ويخضعها. وأما الباقي فسيُخبَر به في الوقت المناسب الصحيح. إن الأمور الإلهية الخارقة مختلطة تمامًا بالقصة، حتى إنه يستحيل فصلهما عن بعضهما البعض. إن أعظم المُعلِّمين المسيحيين، الذي كان له تأثير أعظم من أي إنسان آخر، قد صار مسيحيًا بمعجزة! ولا مفر من هذه الحقيقة! لكن علينا أن نتذكَّر أن الرسول عندما يتحدَّث عنها يُشير إلى الأساس وهو استعلان الله لابنه ”فيه“ «لَمَّا سَرَّ اللهَ الذي أَفرَزَنِي ..، ودعَاني بنعمَتهِ، أَن يُعلنَ ابنَهُ فِيَّ» ( غل 1: 15 ، 16). ويجب أن نذكر أيضًا أن المعجزة لم تسلب شاول القدرة على قبول أو رفض المسيح لأنه يقول لأَغريبَاس: «مِن ثَمَّ أَيُّها المَلِكُ أَغريباسُ لَم أَكُن مُعَانِدًا للرُّؤيا السَّمَاويَّةِ» ( أع 26: 19 ). فأي دخول إلى دمشق مختلف عمَّا توقعه! وأي رجل مختلف ذاك الذي يُقاد الآن كطفلٌ صغيرٌ إلى بيت يهوذا في الزقاق الذي يُقال له المستقيم؛ مختلفٌ تمامًا عن ذلك الشاب ”الَّذِي كان قَبلاً مُجَدِّفًا وَمُضطَهِدًا ..“ ( 1تي 1: 13 )، الذي ترك أُورشليم وخطابات رئيس الكهنة في حضنهِ، والكراهية الشديدة في قلبه! فيا لروعة النعمة! يا لغناها! يا لسموها! |
|