رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
الوَيلُ للأغنياء تعلن الويلات التي تناقض التطويبات ويل سعداء هذا العالم تأييد لعبرة التطويبات حيث تبرز ما تعد به التطويبات لا بل ما تتطلبه أيضا، وعليه قال يسوع " الوَيلُ لَكُم أَيُّها الأَغنِياء" حيث أن الغنى يعرض قلوبنا إلى أخطار ثلاث، وهي: يمنع الإنسان أن ينظر إلى أبعد من الحياة الحاضرة، وبالتالي يعجز عن الاهتمام بما يأتي بعدها، أي الحياة الأبدية؛ فالغني يتنعم بأمواله في الوقت الحاضر دون أن يتوقع انه قد يموت وفي هذا الصدد يقول يسوع " فهكذا يَكونُ مصيرُ مَن يَكنِزُ لِنَفْسِهِ ولا يَغتَني عِندَ الله " (لوقا 12: 21). والغنى أيضا يُطوي الإنسان على نفسه ويمنعه من التفكير في غيره من المحتاجين إلى ما هو ضروري؛ ولذلك ينصح يسوع الناس "بيعوا أَموالَكم وتَصَدَّقوا بِها واجعَلوا لَكُم أَكْياساً لا تَبْلى، وكَنزاً في السَّمواتِ لا يَنفَد، حَيثُ لا سارِقٌ يَدنو ولا سوسٌ يُفسِد " (لوقا 12: 33-34)، وأخيرا يحتل الغنى في حد ذاته مكان الله في قلب الإنسان فيصبح المال إلهًا معبوداً بدل أن يكون خادما أمينا كما صرّح يسوع المسيح "ما مِن خادِمٍ يَستَطيعُ أَن يَعمَلَ لِسَيِّدَيْن، لِأَنَّه إِمَّا أَن يُبغِضَ أَحَدَهُما ويُحِبَّ الآخَر، وإِمَّا أَن يَلَزمَ أَحَدَهما ويَزدَرِيَ الآخَر. فأَنتُم لا تَستَطيعونَ أَن تَعمَلوا لِله ولِلمال"(لوقا 16:13). فالمال في الأصل اليونانية μαμωνᾷ. مشتقة من العبرية הַמָּמוֹן (معناها ما هو أمين)، ما يمكن الاعتماد عليه، وما هو دائم. ولذلك يوصي صاحب الرسالة إلى العبرانيين بتجنب المال " تَنَزَّهوا عن حُبِّ المال واقنَعوا بما لَدَيكم" (عبرانيين 13: 5). وفي هذا الصدد يقول المغني الشهير روبرت نيستا مارلي (بوب مارلي) "المال أرقام والأرقام أبداً لا تنتهي، فإذا كنت تحتاج المال لتكون سعيداً فبحثك عن السعادة أبداً لن ينتهي". الأغنياء المفتنون بذواتهم، المتنعمون بمال أرضهم، الغافلون عن آخرتهم، الويل لهم. الأب لويس حزبون - فلسطين |
|