"الجزية" هي الضرائب المفروضة على الرؤوس، أما "الخِراج" فهو ضريبة الأرض، ولكننا كثيرًا ما نجد في المراجع خلطًا بين هاتين الضريبتين؛ فنرى الجزية تعنى ضريبة الرؤوس وضريبة الأراضي معًا. ويُلاحَظ VAB BERCHEM أن كلمة "خراج" يُقْصَد بها الضريبة العقارية وأيضًا جزية الرؤوس، وأحيانًا تُطْلَق على ضرائب أخرى تختلف في طبيعتها عن هاتين الضريبتين. بعد فتح العرب لمصر -وأعني هنا بعد معاهدة بابليون الأولى- فرض العرب على أهل مصر الجزية، وهاك نص ما ذكره المؤرخون "فاجتمعوا على عهد بينهم واصطلحوا على أن يفرض على جميع من بمصر أعلاها وأسفلها من القبط دينارين عن كل نفس شريفهم ووضيعهم ومن بلغ الحلم منهم، ليس على الشيخ الفاني ولا على الصغير الذي لم يبلغ الحلم ولا على النساء شيء..
وأحصوا عدد القبط يومئذ خاصة من بلغ منهم الجزية وفرض عليهم الديناران رفع ذلك عرفاؤهم بالإيمان المؤكدة، فكان جميع من أحصى يومئذ بصر أعلاها وأسفلها من جميع القبط فيما أحصوا وكتبوا ورفعوا أكثر من ستة آلاف ألف نفس(1)(2)، وكانت فريضتهم يومئذ اثني عشر ألف ألف دينار في السنة".