منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 12 - 02 - 2022, 07:27 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,273,467


مصر في فجر الإسلام: مقدمة



مصر في فجر الإسلام: مقدمة





كانت مصر ولاية رومانية.. ثم بيزنطية منذ انتصار اغسطس قيصر على كليوباترا في موقعة أكتيوم سنة 31 ق.م. واستيلائه على مصر سنة 30 ق.م. وقضائه نهائيًا على دولة البطالمة فيها.... ولا يهمنا في هذه المرحلة من تاريخها الطويل إلا أنها كانت آخذه في الضعف والانحلال، كما أن الإصلاحات التي أُدْخِلَت فيها لم تكن ترمي إلا إلى غرض واحد.... أن يعطي الرومان وسيلة لاستغلال موارد البلاد إلى أقصى حد ممكن. ولم تختلف مصر في هذه الناحية في العهد البيزنطى [384-640] عما كانت عليه في العهد الروماني [31 ق.م. – 284 م.] بل ازدادت الأعباء المالية تعقيدًا ولم يجد أغلب المصريين مخرجًا من هذه الحالة السيئة سوى الفرار إلى المعابد والأديرة وهجر مزارعهم وقُراهم، فانتشرت الفوضى في البلاد وعم الاضطراب جميع المرافق الاقتصادية. ولا أدل على ذلك من قمح مصر الذي كانت روما تعتمد عليه لإطعام أهلها لم يعد يكفى.. وكان لابد لها من استيراد قمح أفريقية مضافًا إلى قمح مصر منذ أواخر القرن الثاني وأوائل الثالث الميلادي....
كذلك كان الشعب المصري محروما من الاشتراك في حكم بلادة وكان يعامل معاملة المغلوب على أمره.....
ونعرف أن الإمبراطور Septimius Severus سيتيموس سيفيروس (193-211 م.) منح الإسكندرية وعواصم المديريات مجالس "للسناتو" أثناء زيارته لمصر ولكن إصلاحه هذا لم يعد على المصريين بالنفع.. فضلا عن أنه لم يكن لهم حق الاشتراك في مثل هذه المجالس....
وكان الإمبراطور يرمي من وراء هذا إلى تعزيز الوسائل التي تضمن له الحصول على أكثر ما يمكن من الضرائب.. وكان عبؤها يقع على كاهل المصريين الوطنيين........... ونعرف أيضًا الإمبراطور caracalla [سنة 211-217 م.] بمقتضى دستور انطونيتس Canstitutis Antsninianana في سنة 212 م. أكمل إصلاحات سفروس بمنحه الحقوق المدنية الرومانية Civitas ramana التي كانت تكسب أصحابها امتيازات كثيرة مادية وأدبية لجميع رعايا الإمبراطورية ماعدا طبقة Dediticu وهذه الطبقة في مصر كانت تتمثل في السكان الوطنيين وفضلًا عن ذلك فإن اللغة الرسمية للحكومة منذ عهد البطالمة حتى الفتح العربي كانت اللغة اليونانية كذلك حرم المصريون من الاشتراك في جيش بلادهم وقد استسلم المصريون في معظم هذه الفترة.. وثاروا أحيانًا أخرى وكان من أخطر الثورات تلك التي حدثت في عهد الإمبراطور ماركوس اورليوس [161-180 م.] MARCUS AURELIUS وتعرف بحرب لبذراع، أو الحرب البوكولية نسبة إلى المنطقة التي تعرف باسم BOUCSLIA في شمال الدلتا ولكن كان يقضى على هذه الثورات دون هوادة ولم يلبث أن ظهر عامل جديد في الأفق حول الشعب المصري من شعب وديع مسالم إلى شعب عنيد مقاوم، ذلك العامل هو ظهور المسيحية في مصر وانتشاره فيها.
فقد كانت مصر في طليعة البلاد التي تسربت إليها المسيحية في القرن الأول الميلادي وأخذت في الانتشار تدريجيا في جميع أنحاء مصر منذ القرن الثاني الميلادي، إلا أن الأباطرة الوثنيين ناصبوا المسيحية العداء وكان بدء اضطهاد الحكومة لمسيحي مصر اضطهادًا منظمًا خلال حكم الإمبراطور Septimius Severus سيتيموس سيفيروس [193-211 م.] وظلت المسيحية في مصر تلقى اضطهادًا كثيرًا وتسامحًا قليلًا، إلى أن وُلِّيَ عرش الإمبراطورية دقلديانوس [284-305 م.] فبلغ اضطهاد المسيحيين أقصاه.
وقابل المصريين ذلك الاضطهاد من جانبهم بكل ما أوتوا من قوة وعتاد. وقد تَوَلَّدَت من تلك المقاومة حركة قومية أخذت في النمو فيما بعد. وليس أدَل على ذلك من أن الكنيسة القبطية بدأت تقويمًا أسمته "تقويم الشهداء" من السنة الأولى من حُكم دقلديانوس [284 م.] نتيجة لما ترك هذا الاضطهاد من أثر عظيم.

قسطنطين الأول

ولم تلبث المسيحية أن أحرزت نصرًا مبينًا لاعتراف الإمبراطور قسطنطين الأول [323-337 م.] بها دينًا مسموحًا به ضمن الديانات الأخرى في الدولة الرومانية وذلك في عهد الإمبراطور قيودسيوس الأول [379- 395 م.] الذي أصدر مرسومًا بذلك في سنة 380 م.
ولم يلبث أن حرم العبادات الوثنية في مرسومين أحدهم سنتي 392 و394 م. على أن مصر المسيحية لم تنعم بهذا النصر الذي أحرزه الدين المسيحي إذ ثار النزاع والجدل في أيام قسطنطين ومن أتى بعده من الأباطرة في هذه المنازعات الدينية البحتة وعقدوا من أجل ذلك المجامع الدينية.
إلا أن اغلب الأباطرة اتخذوا سياسية دينية مناوئة لمعتقدات المسيحيين في مصر فاحتدم النزاع بين الفريقين، وبلغ ذلك النزاع الديني بين كنيستي الإسكندرية والقسطنطينية أقصاه منذ حوالي منتصف القرن الخامس الميلادي حينما اختلف الكنيستان حوالي طبيعة السيد المسيح. فذهبت الكنيسة المصرية إلى القول بأن للسيد المسيح طبيعة واحدة Mansphysite أما كنيسة القسطنطينية فقالت بأن السيد المسيح له طبيعتان.
وقد دعا الإمبراطور مرقيان [450-457 م.] MARCIAN من أجل ذلك إلى مجمع ديني في خلقيدونية بآسيا الصغرى سنة (451 م.) فأقر ذلك المجمع مذهب الطبيعيتين وقرر أن مذهب الطبيعة الواحدة كُفْر وخروج عن الدين الصحيح، كما قرار حِرمان ديسقوروس بطريرك الإسكندرية من الكنيسة. إلا أن المسألة لم تكن مسألة دينية فحسب؛ إذ اتخذ الخلاف الديني في مصر شكلًا قوميًا. فلم يقبل ديسقوروسDIASCARUS ولا مسيحيو مصر ما أقره مجمع خلقيدونية، وأطلقوا على أنفسهم "الأرثوذكسيين" (أي أتباع الديانة الصحيحة التقليدية) ولا زالوا يعرفون بذلك الاسم إلى اليوم، أما اتباع الكنيسة البيزنطية فقد عُرِفُوا بعد الفتح العربي باسم الملكانيين لاتباعهم مذهب الإمبراطور.
ومنذ ذلك العهد تعرف الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، وتعرف أحيانًا بالكنيسة اليعقوبية (أو اليعاقبة)، نسبة إلى يعقوب البرادعي JACAB BARADAUD أسقف مدينة الرها المونوفيزيتى في النصف الثاني من القرن السادس الميلادي ولكن يصعب أن نجد اسمه في الحوليات المصرية، لأن الأقباط لم يقبلوا تدخل السوريين في شؤونهم الكنيسة مثلما تدخلت كنيسة القسطنطينية من قبل. وقد فرح المصريون بثورة هرقل ضد الإمبراطور فوقاس [602-610] وساعدوا قائدة نقتاس NICATAS الذي وكل إليه الاستيلاء على مصر لقطع الغلة عن القسطنطينية وفرح الشعب المصري أيضًا عندما تم تتويج هرقل إمبراطور في سنة 610 م. ورحبوا بقدوم جنوده....... وما لبث الفرس أن غزوا مصر 616 م. في عهد ملكهم كسرى الثاني وبقوا سادة البلاد إلى أن اضطروا للجلاء عنها عندما حارب هرقل الفرس بنفسه سنة 629 م.
على أن هرقل بعد أن أنقذ الدول من الفرس رأى أن ينقذها من الخلاف الديني، فأصدر صورة توفيقMONO THALMA تقضى بأن يمتنع الناس عن الكلام في طبيعة السيد المسيح وصفته، وأن يعترفوا جميعًا لأن له إرادة واحدة. ولم يفطن هرقل إلى أن مذهبه الذي حاول به التوفيق قد يأباه أهل مصر كما أنه وقع فيما وقع فيه جستنيان [527-565 م.] من إسناد الرئاسة الدينية والسياسية لشخص واحد وهو فيرس الذي يعرف عند مؤرخي العرب باسم المقوقس..... وقد قاسى الأقباط جميع أنواع الشدائد من جراء اضطهاد فيرس الذي فاق كل اضطهاد، حتى تحول كثير ممن لم يستطيعوا الهرب إلى المذهب الجديد ومنهم بعض الأساقفة، وصمد كثيرون ضده ومن بينهم الأب مينا أخ البطريرك بنيامين رغم التعذيب والاضطهاد الذي ناله من جراء ذلك.
بعد أن أزال العرب تقريبًا ملك الأكاسرة في فارس عقب انتصارهم في موقعة القادسية واستيلائهم على عاصمتها "المدائن" وبعد استيلاء العرب على بلاد الشام وفلسطين كان لابد من التفكير في غزو مصر.
رد مع اقتباس
إضافة رد


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
مقدمة العظة ج2
مقدمة المزامير
باسم يوسف: أنا لا أسخر من الإسلام لأني مسلم... بل أسخر ممن يشوهون صورة الإسلام
صفوت حجازي : أنا الإسلام .. ومن يهاجمني يهاجم الإسلام !
مقدمة عنى


الساعة الآن 10:31 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024