رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
أنا الخبزُ الحَيُّ الَّذي نَزَلَ مِنَ السَّماء مَن يَأكُلْ مِن هذا الخُبزِ يَحيَ لِلأَبَد. والخُبزُ الَّذي سأُعْطيه أَنا هو جَسَدي أَبذِلُه لِيَحيا العالَم "مَن يَأكُلْ مِن هذا الخُبزِ يَحيَ لِلأَبَد" فتشير إلى خبز حيّ لأنه يستطيع أن يُغذّينا بالحياة الأبديّة. لقد كان المّنّ يُغذّي الحياة الأرضيّة، تلك الّتي تموت؛ أمّا جسد المسيح فهو يُغذّينا بحياة الآب، الحياة الّتي لا تموت. وهذه الحياة تشتمل على كمال القداسة والسعادة، فالذي ينالها لا يدخل في الدينونة لان يتبرَّر ثم يتقدس ثم يتمجد. وفي الواقع، في عشاء الفصح "أَخَذَ يسوع خُبْزاً وشَكَرَ وكَسَرَه وناوَلَهُم إِيَّاهُ وقال: ((هذا هو جَسدي يُبذَلُ مِن أَجلِكُم. إِصنَعوا هذا لِذِكْري)) (لوقا 22: 19). ومعنى الأكل هنا الاشتراك في التناول. وفي هذا الصدد قال القدّيس كولومبانُس "إذا كنت جائعًا، كُل خبز الحياة. طوبى للذين يجوعون إلى هذا الخبز ويعطشون إلى هذا الينبوع! ففيه قال داود الملك: "ذوقوا واْنظروا ما أَطيَبَ الرَّبَّ" (مزمور 34: 9) " (التّعليمات، 13). وما قاله المسيح هنا كان على اتفاق مع تعاليم الربيين، إذ قالوا "إن من يخدم الرب حتى الموت سيستحق خبز العالم الآتي". ويعنى العالم الآتي في تعاليم اليهود هو زمن الخلاص. الأب لويس حزبون - فلسطين |
|