![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
![]() أقوال مخلصنا في الأناجيل فإننا لا نقسمها إلى أقنومين أو إلى شخصين، لأن المسيح الواحد الوحيد ليس فيه ثنائية رغم أننا نعتبره من عنصرين مختلفين اتحدا في وحدة غير منقسمة، وبنفس الطريقة فإننا مثلًا لا نعتبر أن في الإنسان ثنائية مع أنه يتكون من عنصرين هما النفس والجسد. يجب أن تكون لنا نظرة صحيحة فنعتقد أن الأقوال التي تخصه كإنسان أو تلك التي تخصه كإله هي لمتكلم واحد. فحينما يقول عن نفسه بالألفاظ التي تناسبه كإله: "من رآني فقد رأى الآب" (يو14: 9) و"أنا والآب واحد" (يو10: 30)، نفهم طبيعته الإلهية التي تفوق الوصف التي بحسبها هو واحد مع أبيه بسبب وحدة الجوهر، وهو أيضًا صورته ومثاله وشعاع مجده (انظر عب 1: 3). ومن ناحية أخرى، فإنه يقدِّر حدود الإنسانية فيقول لليهود: "ولكنكم الآن تطلبون أن تقتلوني وأنا إنسان قد كلمكم بالحق" (يو8: 40)، لكن حدوده البشرية هذه لا تقلل من إدراكنا له بأنه الله الكلمة المساوي والمماثل للآب. لأنه من الضروري أن نؤمن أنه بينما هو الله بالطبيعة، فقد صار جسدًا، أي صار إنسانًا محيًا بنفس عاقلة، فلماذا يخجل أي إنسان من أي أقوال تناسب الإنسان، تكون قد صدرت منه؟ لأنه لو كان قد تحاشى الكلمات التي تناسب الإنسان، فما الذي أجبره أن يصير إنسانًا مثلنا؟ فلأي سبب يتحاشى –ذاك الذي نزل لأجلنا إلى إخلاء نفسه الاختياري- الكلمات المناسبة للإخلاء؟ وبالتالي تنسب كل الأقوال التي في الأناجيل إلى شخص واحد، إلى أقنوم الكلمة الواحد المتجسد، لأنه بحسب الكتب هناك رب واحد يسوع المسيح (أنظر 1كو8: 6). |
![]() |
|