نعترف أن الكلمة اتحد بالجسد أقنوميًا، فإننا نعبد ابن ورب واحد يسوع المسيح، دون أن نفصل ولا نميز الإنسان عن الله، كما لو كان الواحد متصل بالآخر بالكرامة والسلطة، لأن هذا هراء ليس أكثر. ولا نعطى لقب "مسيح" على التوازي لكلمة الله على حدة، ولمسيح ثاني، المولود من امرأة على حدة، بل نعترف بمسيح واحد فقط، كلمة الله الآب مع جسده الخاص. هو قد مُسِحَ كإنسان بيننا رغم أنه يعطي الروح للذين يستحقون أن ينالوه، وليس بكيل، كما يقول البشير المغبوط يوحنا (انظر يو3: 34). كما أننا لا نقول أن كلمة الله سكن في المولود من العذراء القديسة، كما في إنسان عادي، لئلا يفهم أن المسيح هو إنسان حامل لله. لأنه رغم أن "الكلمة حل بيننا" (انظر يو1: 14) حقًا وقيل أن في المسيح "يحل كل ملء اللاهوت جسديًا" (كو2: 9)، فإننا لا نظن أنه إذ صار جسدًا أن يُقال عن حلوله أنه مثل الحلول في القديسين، ولا نعرِّف هذا الحلول فيه أنه يتساوى وبنفس الطريقة كالحلول في القديسين. ولكن الكلمة إذ اتحد بالجسد بحسب الطبيعة دون أن يتغير إلى جسد، فإنه حقق حلولًا مثلما يًقال عن حلول نفس الإنسان في جسدها الخاص.