رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
يتميّز تقليد يسوع عن "سنّة الشيوخ" (متى 15: 2)، وعن كل " سُنَّةِ النَّاسِ" (قولسي 2: 8)، من حيث أنه يستند إلى سلطة المسيحٍ. فقد "عَمِلَ يسوعُ وعلَّم" (أعمال 1: 1)، وأعطى تلاميذه تفسيراً شرعياً للكتب المقدسة السابقة فمثلا قال يسوع "سـَمِعْتُمْ أَنَّهُ قيلَ لِلأَوَّلين: "لا تَقْتُلْ، فإِنَّ مَن يَقْتُلُ يَستَوجِبُ حُكْمَ القَضـاء". أَمَّا أَنا فأَقولُ لَكم: مَن غَضِبَ على أَخيهِ استَوجَبَ حُكْمَ القَضاء، وَمَن قالَ لأَخيهِ: ((يا أَحمَق)) اِستَوجَبَ حُكمَ المَجلِس، ومَن قالَ لَه: ((يا جاهِل)) اِستَوجَبَ نارَ جَهنَّم" (متى 5: 20-48)، وأوصاهم بما ينبغي عليهم أن يعلّموه للناس باسمه "عَلِّموهم أَن يَحفَظوا كُلَّ ما أَوصَيتُكُم به" (متى 28: 20)، ومعطياً لهم قدوة حيّة لما ينبغي أن يصنعوه "فقَد جَعَلتُ لَكُم مِن نَفْسي قُدوَةً لِتَصنَعوا أَنتُم أَيضاً ما صَنَعتُ إِلَيكم" (يوحنا 13: 15). فكما أن التعليم الذي كان يُكرز به لم يكن من عنده، بل من عند الذي أرسله (يوحنا 7: 16)، هكذا يحمل التقليد الرسولي دوماً في ذاته سمة المسيح المخلص، محافظاً بدقَّة على روحه ورسومه وأعماله. وفي هذا الصدد يقول التعليم المسيحي للكنيسة الكاثوليكية: "السيد المسيح السيد الذي فيه يكتمل كلُّ وحي الله العليّ، بعد أن حقَّق في حياته وأعلن بلسانه الإنجيل أمر رسله أن يُبشروا الناس أجمعين بهذا الإنجيل، منبعا لكل حقيقة خلاصية، ومصدرا لكل نظام خلقي، ويسبغوا هكذا على الجميع المواهب الإلهية" (رقم 75). |
|