رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
لأَنَّهُ لا يَدخُلُ إلى القَلْب، بل إلى الجَوْف، ثُمَّ يَذهَبُ في الخَلاء. وفي قَولِه ذلك جَعَلَ الأَطعِمَةَ كُلَّها طاهِرة تشير عبارة "القَلْب" إلى النفس أو الجزء الروحي من الإنسان. أمّا عبارة "الجَوْف" فتشير إلى المعدة والأمعاء. أمَّا عبارة "طاهِرة" في الأصل اليوناني καθαρίζων وفي العبرية טְּהוֹרָ فتشير إلى جدارة أو عدم جدارة بالنسبة إلى شعائر العبادة وحياة الجماعة العباديّة، وهي لا تدلّ في ذاتها على صفة خلقيّة. أمَّا عبارة "جَعَلَ الأَطعِمَةَ كُلَّها طاهِرة" فتشير إلى إلغاء تحريم بعض الأطعمة الذي من شأنه أن يُزيل كل عقبة تحول دون وحدة المائدة بين المسيحيين الذين من أصل يهودي، المسيحيين من أصل وثني (أعمال الرسل 10: 9-16)، وبهذا الأمر أتاح يسوع أبواب الكنيسة على مصرعيها أمام الشعوب التي لا ترتبط بمثل هذه التقاليد اليهودية. أمَّا اليهود فقد اعتقدوا انه يمكنهم أن يكونوا أطهاراً أمام الله بامتناعهم عن بعض الأطعمة بحسب تفسيرهم لشرائع الطعام (الأحبار 11) أمَّا تعليم بولس الرسول فواضح في هذا الأمر "فلا يَحكُمَنَّ علَيكم أَحَدٌ في المَأكولِ والمَشروب... إِنَّها وَصايا ومَذاهِبُ بَشَرِيَّة" (قولسي2: 16، 22). فالإيمان بالله لا يرتبط بالعادات ومن هنا جاء مرسوم المجمع الفاتيكاني الثاني الخاص بنشاط المرسلين في الكنيسة "يتوجب على المرسلين أن يألفوا تقاليد الشعوب القومية والدينية التي سيجري تبشيرها". وفي هذه الآية وضع يسوع حداً للتمييز بين الأطعمة الطاهرة والأطعمة الدنسة. |
|