ولكِن ما يَخرُجُ مِنَ الإِنسان هو الَّذي يُنَجِّسُ الإِنسان.
تشير عبارة "ما يَخرُجُ مِنَ الإِنسان هو الَّذي يُنَجِّسُ الإِنسان" إلى الشر الكامن في باطن الإنسان، وما يُنجسه هو ما يقوله: أقوال جارحة أو كاذبة (متى 15: 18)، أو ما يعمله مما يُسي به إلى القريب مثل: الزِّنى والطَّمَعُ والخُبثُ والمَكْرُ والفُجورُ والحَسَدُ والشَّتْمُ. وفي هذا الصدد يقول القديس يعقوب "إِنَّ التَّدَيُّنَ الطَّاهِرَ النَّقِيَّ عِندَ اللهِ الآب هو ... صِيانَةُ الإِنسانِ نَفْسَه مِنَ العالَم لِيَكونَ بِلا دَنَس" (يعقوب 1: 27).
فان المنبع الحقيقي لكل نجاسة هو من الداخل، حيث أن القضية ليست القضية قضية الأيدي، بل قضية القلب علما أنّ قلب الإنسان خادع وخبيث، كما جاء في تعليم ارميا النبي " القَلبُ أَخدَعُ كُلِّ شيَء وأَخبَثُه فمَن يَعرِفه؟ (إرميا 17: 9).