في المرة السابقة أخبرناكم عن "سهام"، هذه الفتاة التي نشأت في عائلة غير مسيحية، غنية ومتدينة جدا، وما أن بلغت السابعة عشر من عمرها، حتى أصيبت بمرض " Multiple Sclerosis" هذا المرض العصبي الذي يترك من يصاب به مشلولا كليا غير قادر على تحريك جسمه.
وها الآن في زيارتها رفيقة لها في المدرسة إسمها "إيمان".
أحنت إيمان رأسها متأثرة لما قالته رفيقتها بأنه لا يوجد لها أي أمل في الشفاء، ثم أخذت تصلي... ثم رفعت رأسها وقالت: كنت أود أن أخبرك عن صديق لي... إن هذا الصديق يقدر أن يمنحك الشفاء لو طلبت منه من كل قلبك...
ومن هو هذا الصديق ؟ هو الرب يسوع المسيح الذي جاء إلى العالم وشفى الألوف من الناس بجرد كلمة او لمسة واحدة... فقد شفى العمي، والعرج، شفى البرص والصم، أقام الموتى، بل قام هو أيضا من الموت، وها هو حي الآن ويسمع الصلاة.
أجابتها صديقتها، لكنني يا إيمان، تعلمت منذ صغري بأن لا أؤمن به، وبأن كل الذين يؤمنون به، هم من ال..... أجابتها رفيقتها، أنا أدرك تماما ما تعلمته يا صديقتي، لكن ما تعرفين عنه ليس بكفاية. ولو أحببت لأعطيتك كتابي المقدس هذا، لتقرأي به وتكتشفي بنفسك من هو الذي أكلمك عنه.
هذه كانت أول مرة تمسك بها سهام الكتاب المقدس، فلم تجد نفسها حتى تناولته من صديقتها، ووضعته تحت الوسادة، ثم تواعدا بأن تعود لزيارتها في نفس الميعاد، بعد إسبوع واحد.
أخذت سهام تقراء الكتاب المقدس بالسرّ، خوفا من أن يراها أحد، فغالبا ما كانت تنام في النهار، وتصرف ساعات الليل كله في قراءة الكتاب المقدس. ولأول مرة ابتدأت تشعر بالسلام، بالرغم من حالتها الملئة بالقلق، والخالية من الأمل.
وصلت سهام في قراءتها إلى إنجيل لوقا والإصحاح الخامس حيث تقول الكلمات: "وكان(يسوع) في احدى المدن، فاذا رجل مملوء برصا. فلما رأى يسوع، خرّ على وجهه، وطلب اليه قائلا: يا سيد ان اردت تقدر ان تطهرني. فمدّ (يسوع) يده ولمسه، قائلا : اريد فاطهر. وللوقت ذهب عنه البرص.
أخذت سهام تقرأ هذه الكلمات وتتأمل بها، ثم أغمضت عينيها، ولأول مرة، قالت هذه الكلمات: أيها السيد يسوع (يا رب) أنا أومن بأنك تقدر أن تشفيني... أرجوك أن ترحمني، أنا أعلم أنك أنت حقا من أنت... ساعدني حتى أدركك أكثر... أنا أضع الآن يدي في يدك...
نامت تلك الفتاة في تلك الليلة. وفي الصباح، شعرت أنها بحاجة أن تنهض من الفراش، لكن اعتادت أن تنادي أحد الخدامات في المنزل، لكن في هذه المرة لم ترد.
أدلت رجليها من على السرير، ثم وقفت على رجليها في الغرفة، وابتدأت تخطو أول خطوة، ثم ثانية وثالثة... وها هي الآن تسير... نعم لقد شفيت... أرادت أن تصرخ، ماما بابا لقد شفيت... لكن وقع نظرها من جديد على الكتاب المقدس... فجثت على ركبتيها وقالت... يا رب يسوع... أنا أؤمن بك من كل قلبي، نعم أنت بالحقيقة، من أنت، أنت الله الذي يسمع الصلاة...
وسط هذه الأعجوبة وايمان هذه الفتاة، آمن الأب والأم ايضا...إن الرب يسوع المسيح هو هو أمسا واليوم والى الأبد. نعم لقد جاء وشفا المرضى ويشفي أيضا... وهو وحده يقدر أن يشفي الإنسان أيضا من خطاياه، هذا هو يسوع يا صديقي...