رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
"أمي أين يسكن يسوع؟" سأل طفل صغير امه: - ماما، اين يسكن يسوع؟ فأجابت الأم: - إن يسوع يعيش عندنا هنا في بيتنا، إنه يذهب معك الى المدرسة. ولكن لماذا تسأل؟ ألا تدري بأن يسوع يسكن بيننا ومعنا؟ - نظر الطفل الى أمه مستغربا متسائلا: - أين يعيش هنا معنا؟ وكيف يذهب معي للمدرسة؟ ماذا تقولين يا أمي؟ كيف يعيش يسوع عندنا، أين هو؟ أجابت الأم: - سوف تعرف كيف تشعر بوجوده بيننا، وكيف تسمعه وتحادثه فقط عندما تعرف كيف تراه بقلبك وبصيرتك، لا ببصرك وحواسك. عليك أن تشعر به في روحك، وتحادثه بصمتك، عليك أن تحبه وتعشقه بكل حواسك، وسوف تراه حتما عندما تحب رفاقك من كل قلبك، أفهمت؟ قال الطفل: - لا يا أمي لم أفهم شيئا .. ضحكت الأم وقالت: - ولا حتى المغبوط أوغسطينوس كان يفهم، ان الموضوع ليس سهلا يا بُني .. لكنك سوف تدركه يوما ما. - ذات يوم في المدرسة وفي حصة تعليم ديني، قالت المعلمة: - يسوع مات وقام وصعد إلى داره في السماء، فقال الطفل: - لا يا آنسة.. ان يسوع يعيش معنا. هو عندنا في البيت. ساكن عندنا وهو يحضر معي للمدرسة. فاندهشت المعلمة واستغربت!! وقالت: - كيف ذلك يا بني؟ قال لها: - لا أعرف ولا حتى المغبوط أوغسطينوس يعرف، ضحكت المعلمة ونظرت نحو الأطفال وسألت من منكم يعرف قصة القديس أوغسطينوس؟ حسناّ حسناّ سأرويها لكم: - كان المغبوط اوغسطينوس يحب السير على شاطئ البحر وهو شغوف في الثالوث المقدس؟ كيف هم ثلاثة أقانيم في واحد؟ وكيف تشكّل هذا الكون غير المتناهي؟ وكيف ان الرب خلق هذه الدنيا وكيف هو شكل الله؟ وكيف ولد؟ وكيف عاش بيننا؟ وكيف مات؟ وكيف عاد؟ وكيف هو باق معنا وتساؤلات كثيرة أخرى؟..وذات مساء رأى ولداً على شاطئ البحر يملأ دلواً من ماء البحر ويسكبه في دلو صغير، فسأل المغبوط أوغسطينوس الطفل: - ماذا تفعل يا بني؟ فقال الولد: - اريد أن افرغ ماء البحر هذا في هذا السطل، فضحك المغبوط أوغسطينوس وقال للولد: - هل هذا معقول؟؟ كيف ستفرغ ماء البحر الواسع في هذا السطل الصغير؟ قال الولد: - إذن كيف تستطيع أنت احتواء هذا الكون غير المحدود بعقلك المحدود؟ :ان فكرك لن يستوعب أمور السماء، أنت لا تستطيع أن ترى ماذا يوجد خلف المرئيات، ولا تحس بغير المحسوس .. يجب ان تستسلم للإيمان والمحبة. عندها تستطيع أن تستوعب امور السماء وتفهم الثالوث المقدس... فان المغبوط اوغسطينوس ادرك مشكلته..وعرف كم كان جاهلا .. وأدرك ان التعامل مع السماء لا يخضع لمقاييس البشر .. لا يقاس بأطوال ولا بأثقال، لا يخضع لقوانين الفيزياء ولا الكيمياء. هناك مقاييس أخرى لإدراك السماء. هناك المحبة في القلب والعقل والروح، هناك البصيرة التي ترى ماذا يوجد خلف الحياة، تدرك المحسوس وغير المحسوس وحدها البصيرة وليدة الإيمان والمحبة هي التي ترى ما هو الموجود وما خلف الموجود... |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
يسوع يسكن هناك |
حيث يسكن حبيبك يسوع |
طفل يشكو يسوع الى امه مريم العزراة |
طفل يشكو يسوع الى امه مريم العزراة |
طفل يشكو يسوع الى امة |