أنطونيوس لم يكن محبوبا من الله فمن أين كان مثل هذا الفهم العظيم لإنسان جاهل؟
الانبا أنطونيوس عاني نفس الضغط ممن كانت لهم حاجات ملحة وبعد توسلات كثيرة من قائد الجند نزل، وعندما جاء كلمهم بإيجاز عما يؤول إلى الخلاص، وعمن كانوا يحتاجون إليه، ثم أسرع في الانصراف. ولكن عندما توسل إليه الدوق ـ كما كان يدعى ـ لكي ينتظر، أجاب بأنه لا يستطيع البقاء بينهم وأقنعهم بابتسامة جميلة قائلا “إن بقى السمك طويلا علي الأرض الجافة مات. هكذا يفقد الرهبان قوتهم إن توانوا بينكم وصرفوا وقتهم معكم. لذلك كما يجب أن يسرع السمك إلى البحر، هكذا ينبغي أن نسرع إلى الجبل لئلا إذا تأخرنا ننسى ما بداخلنا”. ولما سمع القائد هذا وأشياء كثيرة غيرها منه ذهل وقال: “يقينا إن هذا الرجل خادم الله، لأنه لو لم يكن محبوبا من الله فمن أين كان مثل هذا الفهم العظيم لإنسان جاهل؟”..