الأنبا أنطونيوس وثورة الأريوسيين
هذه الأمور الصعبة رآها انطونيوس. وبعد سنتين حدثت ثورة الأريوسيين الحالية. ونهبت الكنائس، عندما اغتصبوا الأواني المقدسة بعنف، وحملوها للوثنيين، وعندما ألزموا الوثنيين الذين في السجون بالاشتراك في خدماتهم، وعملوا ما أرادوا علي المائدة في حضورهم، عندئذ فهمنا أن رفسات البغال كانت تنبي أنطونيوس بما يفعله الأريوسيين الآن بدون إحساس كالبهائم.
ولكن عندما رأى هذه الرؤيا عزى الذين معه قائلا: لا تنكسر نفوسكم يا أولادي، لأنه كما غضب الرب فإنه سيعود ويشفينا، ويعود إلى الكنيسة هدوءها ثانية، وتضئ كما اعتادت أن تضئ، وترون المضطهدين يتراجعون وينسحب الإثم ثانية إلى مخابئه، ويتكلم الإيمان المبارك بجسارة في كل مكان بكل حرية، فقط لا تدنسوا أنفسكم مع الأريوسيين، لأن تعليمهم ليس تعليم الرسل بل تعليم الشياطين وأبيهم إبليس ، لكنه بالأحرى عقيم وبلا معنى، وخال من أى فهم سليم مثل هذه البغال عديمة الإحساس..