وصلت شهرة أنطونيوس حتى إلى الملوك
وصلت شهرة أنطونيوس حتى إلى الملوك، لأن الإمبراطور قسطنطين وولديه قسطنطينوس وقسطنس كتبوا خطابات إليه، كما إلى أب، ورجوه أن يرسل الرد إليهم، ولكنه لم يتفاخر بالخطابات، كما أنه لم يغتبط بالرسائل، بل لبث كما قبل أن يكتب الأباطرة إليه، ولكنهم عندما أحضروا إليه الخطابات دعا الرهبان وقال: “لا تتعجبوا، إن الله كتب الشريعة للبشر، وكلمنا في أبنه”. فإنه لم يرغب قبول الخطابات قائلاً: إنه لا يعرف أن يكتب ردا لرسائل كهذه. ولكن لسبب حث الرهبان له، لأن الأباطرة كانوا مسيحيين، ولئلا يعثروا علي أساس أنهم قد امتهنت كرامتهم، لذلك قبل أن تقرأ الخطابات عليه، وكتب الرد مادحا إياهم لعبادته للمسيح ومقدما إليهم النصيحة في الأمور المتعلقة بالخلاص طالبا أن لا يفكروا كثيرا في الحاضر، بل ليذكروا بالأحرى الدينونة العتيدة ويعرفوا أن المسيح وحده هو الملك الحقيقي الأبدي. ورجاهم أن يكونوا رحماء ، وأن يهتموا بالعدل وبالفقراء. أما هم ففرحوا لاستلامهم الرد….
هكذا كان عزيزا عند الجميع، وكان الجميع يتمنون أن يعتبروه أباً