الانبا انطونيوس لم يتعلم القراءة أو الكتابة
كذلك كان أنطونيوس حصيفا جداً، وكان وجه العجب أنه ولو لم يتعلم القراءة أو الكتابة كان حاضر البديهة وفي غاية الذكاء. جاءه مرة فليسوفان يونانيان مؤملين أن يقيسا ذكاءهما بذكاء أنطونيوس، وكان وقتئذ في الجبل الخارجي، وإذ علم حقيقة شخصيتهما، وذلك من مجرد مظهرهما، جاء إليهما وقال لهما بواسطة مترجم: “لماذا أجهدتما نفسكما أيها الفيلسوفان لتأتيا إلى رجل جاهل؟” ولما قالا أنه ليس جاهلا بل حصيفا جدا، قال لهما: “إن كنتما قد أتيتما إلى رجل جاهل فقد أسرفتما في تعبكما، أما أن كنتما تعتقدان أنني حكيم فتستطيعان أن تصبرا ، لأننا ينبغى أن نقتدي بما هو صالح. ولو كنت قد ذهبت إليكما لاقتديت بكما. أما وقد أتيتما إلى وجب أن تكونا مثلي، لأنني مسيحي”. فانصرفا منذهلين سيما لما رأيا أنه حتى الشياطين تخشى أنطونيوس..