تشير عبارة "مَن سقاكُم كَأسَ ماءٍ" إلى أصغر أعمال الرحمة تجاه التلاميذ، ويُجزى صانعها بالخير. كل خدمة باسم المسيح مهما كانت زهيدة لها أجرة من عند الرب. إنها علامة ترحيب في ملكوت السماوات، لانَّ الذي يُقدِّم كأس ماء منعش بسيط سوف يُكافَأ على حُسن عمله هذا. والله يقبل أصغر الصدقات، ويقبل كلّ شيء، ويتذكّر كلّ شيء، ليُعيده مئة ضعف خاصة في الدينونة الأخيرة "كُلَّما صَنعتُم شَيئاً مِن ذلك لِواحِدٍ مِن إِخوتي هؤُلاءِ الصِّغار، فلي قد صَنَعتُموه" (متى 25: 40). وهذا يدلنا على أهمية الخدمات التي قدمها للقريب مهما كانت صغيرة، إذ لا شيء حقير في عيني الله. في قول المسيح هذا تعزية لنا لأننا في كل ساعة نستطيع أن نعمل أعمالا زهيدة للمسيح وليس لنا الفرصة دائما أن نعمل أعمالا عظيمة وتُعلق الكاتبة إيميلي ديكنسون، وهي من أهم 26 كاتباً وكاتبةً غربيين عبر التاريخ "إن كنت قد استطعت أن أمنع قلباً ما من الانكسار، لن أكون قد عشت عبثاً. إن كنت قد استطعت أن أخفّف من ألم حياة ما، لن أكون قد عشت عبثاً".