رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
ومَن لم يَكُنْ علَينا كانَ مَعَنا تشير عبارة "مَن لم يَكُنْ علَينا" إلى الذي لا يقاوم المسيح وتلاميذه، ولا يُعلِّم تعاليم مخالفة للإيمان؛ أمَّا عبارة "كانَ مَعَنا" فتشير إلى وجوده مع يسوع ورسله في وحدة ومحبة. إن الحيادية في شان المسيح مستحيلة. فكل إنسان إمَّا معه وإمَّا عليه، أي إمَّا صديقه وإمَّا عدوُّه. وعلامة الصداقة أحيانا تكون عدم المقاومة. فالآية هي دعوة ثقة بعمل الله وخدمته كما أكّده جِمْلائيل، مِن مُعَلِّمي الشَّريعَة في المجلس اليهودي "إِن يَكُنْ مِن عِندِ الله، لا تَستَطيعوا أَن تَقْضوا علَيهم" (أعمال الرسل 5: 39). أشار المسيح إلى كثيرين من الناس الذين يتبعونه ويعملون أعمالا باسمه (متى 12: 30) وليس من الضروري أن ينتموا إلى كنيستنا ليكونوا خدمة ويعملون أعمال صالحة باسم المسيح. لكن يسوع لا يدعو بهذا القول إلى عدم المبالاة أو الحياد نحوه، كما أوضح إنجيل متى " مَن لَم يكُنْ معي كانَ عليَّ، ومَن لم يَجمَعْ معي كان مُبَدِّداً" (متى 12: 30). فمن لا يشارك المسيح البتة لا باطنا ولا فعلا ولا إقراراً بل ذهب ضد المسيح في الباطن واشترك مع الشيطان "كانَ عليَّ". ومن هذا المنطلق، علينا أن نختار فلا نستطيع أن نكون على حياد: أن نكون مع المسيح أو عليه، أو أن نكون مع جماعة التلاميذ أو عليهم. وتوضح وثيقة المجمع الفاتيكاني الثاني هذا الموقف "إنّ الذين لم يقبلوا الإنجيل بَعد، فإنّهم مُتّجهون نحو شعب الله بطرق شتّى... والله كمخلِّص" يُريدُ أَن يَخْلُصَ جَميعُ النَّاسِ" (1طيموتاوس2: 4)... ولا تمنع العناية الإلهيّة المعونات الضروريّة للخلاص، عن الذين بدون ذنبٍ منهم، لم يتوصّلوا بعد إلى معرفة الله الصريحة، ويعملون على أن يسيروا سيرة مستقيمة بمساعدة النعمة الإلهيّة. وكلّ ما يمكن أن يوجد عندهم من خير وحقّ، إنّما تعتبره الكنيسة تمهيدًا للإنجيل، وعطيّة من ذلك الذي يُنير كلّ إنسان، لكي تكون له الحياة في النهاية" (نور الأمم، رقم 16). أمَّا عبارة "مَعَنا" فتشير إلى جمع المسيح تلاميذه معه كأنَّه وأياهم واحد. ومن هذا المنطلق، إذا رأينا أناسا اختلفوا عنا في سياسة الكنيسة ورسوم العبادة وهم يؤمنون بالمسيح وينادون به وجب علينا إن نعتبرهم مسيحيين حقيقيين وشركاء معنا في خدمة المسيح وأخوة وان لا نمنعهم من العمل بل نسرُّ به. |
|