الأنبا انطونيوس يعيش في الجبل الداخلي لوحده
هكذا كان وحده في الجبل الداخلي، يصرف وقته في الصلاة والنسك. أما الأخوة الذين كانوا يخدمونه فطلبوا منه أن يأتوا كل شهر، ويحضروا له زيوتا وبقولا وزيتا، لأنه كان وقتئذ قد تقدم في السن. حينئذ صرف حياته هناك، واحتمل مصارعة “ليس مع لحم ودم” كما هو مكتوب، بل مع الشياطين المقاومة كما علمنا ممن زاروه. لأنهم هناك سمعوا شغبا وأصواتاً كثيرة وقرقعة كأنها قرقعة أسلحة. وفي الليل رأوا الجبل مليئا بالوحوش البرية، كما رأوا أنطونيوس أيضا مجاهدا كأنه يجاهد ضد كائنات منظورة، ومصليا ضدها، وكل الذين أتوه شجعهم وإذ كان يجثو كان يجاهد ويصلى إلى الرب. ويقينا أنه كان أمراً عجيبا أن شخصاً في برية كهذه لم يخش لا الشياطين التي هاجمته، ولا وحشية الوحوش ذوات الأربع والزحافات، لأنها كانت كثيرة جدا، ولكنه حقا كما هو مكتوب “توكل علي الرب مثل جبل صهيون “ بإيمان لا يتزعزع ولا يضطرب، حتى أن الشياطين هربت منه بالأحرى، ووحوش البرية سألته كما هو مكتوب