![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
![]() يا أنطونيوس إلى أين تذهب ولماذا ؟ عندما رأى نفسه محاطا بالكثيرين، ولم يحتمل الانسحاب عنهم وفقاً لما قرره، وإذ امتلأ قلبه خوفا بسبب الآيات التي عملها به الرب، لئلا ينتفخ، أو يفتكر فيه أحد فوق ما ينبغي أن يفتكر، فكر في الأمر مليا، واعتزم الذهاب إلى طيبة العليا بين من لا يعرفونه. وإذ تقبل بضعة أرغفة من الأخوة جلس علي شاطئ النهر، لعله يجد سفينة يستقلها، حتى إذا اعتلاها صعد في النهر معهم. وبينما هو يفكر في هذه الأمور جاءه الصوت من فوق “يا أنطونيوس إلى أين تذهب ولماذا ؟” أما هو فلم يضطرب قط، ولكنه إذ تعود أن يسمع مثل هذا النداء كثيراً، أصغي وأجاب قائلا: “طالما كانت الجموع لا تسمح لي بالهدوء، فإنني أريد الذهاب إلى طيبة العليا بسبب المعطلات الكثيرة التي ألقاها هنا، سيما لأنهم يطلبون مني أمورا فوق طاقتي”. ولكن الصوت قال له: “حتى إن ذهبت إلي طيبة، أو حتى إن نزلت إلى بوكوليا ، كما يخطر ببالك، فسوف تحتمل أتعاباً أوفر، بل تتضاعف أتعابك الحالية. أما إن كنت ترغب حقيقة في الهدوء فارتحل الآن إلى الصحراء الداخلية”. وعندما قال أنطونيوس: “ومن يريني الطريق لأنني لا أعرفه”، أشار الصوت في الحال إلى بعض العرب كانوا مزمعين الذهاب في ذلك الطريق، وهكذا تقدم أنطونيوس واقترب منهم، وسألهم ليذهب في الصحراء، فقبلوه بكل ارتياح، كأنهم قد تلقوا الأمر من العناية الإلهية. وإذ ارتحل معهم ثلاثة أيام وثلاث ليال وصل إلى جبل عال جداً ، وعند سفح الجبل كان يجرى ينبوع صاف، مياهه عذبة وباردة جدا، وفي الخارج كان هنالك سهل وقليل من أشجار النخيل غير معتني بها. |
![]() |
|