كثر الحديث في وسائط الإعلام مؤخرا، عن تقدم الأبحاث، في مجال علم الأحياء، وعلم الجينات. ويعتقد، بعض العلماء، في جامعة Harvard الأمريكية، أن العلم سيتوصل الى إيجاد جين يطيل عمر الإنسان، وذلك عن طريق إبطاء عملية الشيخوخة في جسد الإنسان. وعليه، فإن حافظ الإنسان، على صحته من الأمراض الأخرى، التي ليس لها علاقة بالشيخوخة، فإن هؤلأ العلماء يعتقدون أن الإنسان سيستطيع أن يحيا الى عمر مئتي سنة تقريبا.
منذ أسبوعين، أجرت إذاعة ال CBC حديثا مع أحد العلماء الباحثين في علم الجينات في جامعة Harvard بشأن هذا الموضوع. في آخر الحديث، سأله المذيع هذا السؤال الأخير: إن أمكنك أن تجد طريقة لتحيا الى الأبد، فهل ترغب في ذلك؟ بعد ثوان قليلة من الصمت ، أجاب العالم: "لم أفكر مطلقا في هذا الأمر، لأني أعلم أنه لن يتحقق. لكن إن أمكنني أن أحيا الى الأبد بصحة جيدة، فإني أرغب طبعا بذلك.
الحياة الى الأبد. إنه الحلم الذي توهمه الفراعنة المصريين، والأمل الذي تصبوا إليه نفوس الأغنياء الذين ينفقون الآلاف بل الملايين لتجميد أجسادهم في ثلاجات خاصة، آملين أن يجد العلم علاجا في المستقبل للأمراض الخبيثة التي نزعت الحياة منهم.
إن الموت، كما يقول الكتاب المقدس، هو آخر عدوٍ للإنسان. إنه الشيء الوحيد الذي يزرع الخوف في قلوب الفقراء والأغنياء، المشاهير والمساكين، العظماء والبسطاء. فأمام الموت، جميعنا ضعفاء. أمام الموت، تنهزم القوة ويتواضع الكبرياء ويظهر ضعف وعجز الإنسان.
منذ ألفي عام، وقف رجلٌ من الناصرة أمام قبر شاب قد مات، وله أربعة أيام في القبر. قال الرجل إرفعوا الحجر عن باب القبر. رُفِعَ الحجر، ثم صرخ الرجل بصوت عظيم، لعازر هلم خارجا، فقام الميت، وخرج لعازر من القبر، ومشى خارجا أمام أعين الجميع.
كان هذا الرجل هو يسوع المسيح، الذي قال لمرثا أخت لعازر: انا هو القيامة والحياة. من آمن بي ولو مات فسيحيا. وكل من كان حيّا وآمن بي فلن يموت الى الابد.
إن الموت الجسدي، حقيقة واقعية، لا بد لنا أن نواجهها ونختبرها. لكن الحياة الحقيقية، الحياة الأبدية، ليست على أرضٍ يسودها الشر والأمراض والمتاعب والمصاعب. إن الحياة الأبدية هي مع الله في السماء، كما يعلمنا الكتاب المقدس. وان مضيت واعددت لكم مكانا آتي ايضا وآخذكم اليّ حتى حيث اكون انا تكونون انتم ايضا. وسيمسح الله كل دمعة من عيونهم والموت لا يكون فيما بعد ولا يكون حزن ولا صراخ ولا وجع فيما بعد لان الامور الاولى قد مضت.
هل تريد أن تغلب الموت؟ هل تريد أن تحيا الى الأبد؟ يقول الرب يسوع " انا هو القيامة والحياة. من آمن بي ولو مات فسيحيا." قد ينجح العلم في تخفيف بعض الآلام لكنه لا يزيلها كلها. قد ينجح العلم في أن يطيل عمر الإنسان، فيؤجل الموت من يوم لآخر، لكنه لا يلغيه.
ونحن ندعوك أن تقبل من غلب الموت، فالرب يسوع قد إجتاز الموت وغلبه على الصليب, وبقوة قيامته المجيدة, وبإمكانه وحده فقط أن يعطيك الحياة الأبدية الآن... فهل تريد أن تحيا معه الى الأبد؟ قال يسوع: أنا هو الطريق والحق والحياة، ليس احد يأتي الى الآب الا بي.