فقالَ لَهم: لا شكَّ أَنَّكم تَقولونَ لي هذا المَثَل: يا طَبيبُ اشفِ نَفسَكَ. فاصنَعْ ههُنا في وَطَنِكَ كُلَّ شَيءٍ سَمِعْنا أَنَّه جَرى في كَفَرناحوم
"فاصنَعْ ههُنا في وَطَنِكَ كُلَّ شَيءٍ سَمِعْنا أَنَّه جَرى في كَفَرناحوم" فتشير إلى مطالبة سكان النَّاصِرة يسوع أن يُجري معجزات كما صنع في كفرناحوم، مع أن لوقا لم يُعلمنا حتى الآن عن عمل قام به يسوع في كفرناحوم سوى "انتَشَرَ خَبَرُه في النَّاحِيَةِ كُلِّها" (لوقا 4: 14). فسُكان النَّاصِرة يحتاجون إلى آية، إلى الخوارق والمعجزات لكي يصدِّقوه، ويؤمنوا به فوضعوا أنفسهم في ذات مستوى شيطان التجربة (لوقا 4: 9). لذلك لم يصنع يسوع آيات في وسطهم، لأنَّهم لا يستحقون، إذ لم يقبلوه ولم يؤمنوا به أنَّه الآتي لأجل خلاص النفوس. لو صنع يسوع المعجزات لأهل النَّاصِرة وقتئذٍ لَمَا اقتنعوا كما كان الأمر في سائر الأنبياء. إذ أنَّ المعجزة الوحيدة هي يسوع ذاته، كلمته، معجزة حياته، وشهادة موته. أما عبارة "وَطَنِكَ" فتشير إلى النَّاصِرة، وطن يسوع حيث عاش يسوع صبيا وشابا وتربّى فيها، لكنه وُلد في بيت لحم.