رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
ورأَى يسوعُ ذلك فاستاءَ وقالَ لَهم: دَعُوا الأَطفالَ يأتونَ إِليَّ، لا تَمنَعوهم، فَلِأَمثالِ هؤلاءِ مَلَكوتُ الله "لِأَمثالِ هؤلاءِ مَلَكوتُ الله" فتشير إلى ملكوت الله الذي يخصُّ أولئك الذين استعدّوا لاستقباله كهدية من الله مثل الأطفال. ليس الطفل هنا براءة، بل الطاعة والاستعداد للتقبُّل. يطالب يسوع تلاميذه أن يبلغوا إلى الطفولة الروحية ليكون لهم نصيب في الملكوت معه. ويُعلق ثيوفلاكتيوس، البطريرك بلغاريا "لم يقل "لهؤلاء"، بل قال: "فَلِأَمثالِ هؤلاءِ مَلَكوتُ الله"، أي للذين لهم في نيتهم كما في تصرفاتهم ما للأطفال بالطبيعة من بساطة وعدم الأذية. فالطفل لا يبغض، ولا يحمل نية شريرة". وفي هذا الصدد يقول بولس الرسول "لا تَكونوا أَيُّها الإِخوَةُ أَطفالا في الرَّأي، بل تَشَبَّهوا بِالأَطفالِ في الشَّرّ، وكونوا راشِدينَ في الرَّأي" (1 قورنتس 14: 20). ومن لا يقبل حقائق الإيمان بالملكوت ببساطة الطفل، وثقته، يصعب عليه أن يدرك أعماقه وبالتالي أن يدخله. لذلك يجب على البالغين أن يكونوا كالأطفال لكي يدخلوا ملكوت السماوات. أن الصفة الأساسية للطفل والتي تعبّر عن كرامته هي صفة "الابن". فمن يفقد جوهر الطفولة إنما يفقد ذاته. يفقد عناية الله الآب به. يعلق الراهب إسحَق السريانيّ "اقترب من الله لنيل العناية التي يسهر بها الآباء على أولادهم الصغار. لقد قيل: الربّ يسهر على الأولاد الصغار" (الخُطَب النسكيّة، المجموعة الأولى، الفقرة 19). فالذين يمنعون الآن الأطفال عن الإتيان إلى يسوع يغيظونه، والذين يأتون بهم إليه ينالون رضاه. |
|