رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
أحدث السيد المسيح انقلاباً إزاء الغنى، إذ أعلن أن الملكوت هو هبة الله والشركة الكاملة معه في الحياة الأبدية. ولأنه لا بدّ من إعطاء كل شيء حتى ننال الحياة الأبدية. فالحصول على اللؤلؤة الثمينة والكنز الفريد، لا بدّ من بيع كل شيء كما قال يسوع للرجل الغني " اِذْهَبْ فَبعْ ما تَملِك وأَعطِهِ لِلفُقَراء، فَيَكونَ لَكَ كَنزٌ في السَّماء" (مرقس 10: 20)، لأنه لا يمكن أن نخدم سيّدين "ما مِن أَحَدٍ يَستَطيعُ أَن يَعمَلَ لِسَيِّدَيْن، لأَنَّه إِمَّا أَن يُبغِضَ أَحَدَهُما ويُحِبَّ الآخَر، وإِمَّا أَن يَلزَمَ أَحَدَهُما ويَزدَرِيَ الآخَر. لا تَستَطيعونَ أَن تَعمَلوا لِلّهِ ولِلمال" (متى 6: 24). وفي الواقع ينتصب المال سيّداً بلا رحمة: إنه يخنق عند الرجل الجشع الطمّاع كلمة الإنجيل كما جاء في قول المسيح "يكونُ له مِن هَمِّ الحَياةِ الدُّنيا وفِتنَةِ الغِنى ما يَخنُقُ الكَلِمة فلا تُخرِجُ ثَمَراً" (متى 13: 22)، وينسيه الأمر الجوهري ألا وهو سيادة الله علينا "تَبصَّروا واحذَروا كُلَّ طَمَع، لأَنَّ حَياةَ المَرءِ، وإِنِ اغْتَنى، لا تَأتيه مِن أًموالهِ " (لوقا 12: 15-21). كذلك يعطّل الغنى أحسن القلوب استعداداً عن طريق الكمال (مرقس 10: 21). وهكذا فان القاعدة المطلقة التي لا تحتمل استثناء أو تلطيفا هي قول يسوع: " كُلُّ واحدٍ مِنكم لا يَتَخَلَّى عن جَميعِ أَموالِه لا يَستَطيعُ أَن يكونَ لي تِلْميذاً" (لوقا 14: 33). |
|