|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
"فحَدَّقَ إِليهِ يسوع فأَحبَّه فقالَ له: واحِدَةٌ تَنقُصُكَ: اِذْهَبْ فَبعْ ما تَملِك وأَعطِهِ لِلفُقَراء، فَيَكونَ لَكَ كَنزٌ في السَّماء، وتَعالَ فَاتَبعْني " اِذْهَبْ فَبعْ ما تَملِك " فتشير إلى فقدان الإنسان الاهتمام بما يملك وعدم الاعتماد عليه أو وضع فيه ثقته. لا يريد يسوع تجزئة في كيان الرجل، هو الكامل في كيانه. إذا أبقي لنفسه جزءاً من نفسه، فهو لنفسه، وليس للرب. هل ترغب إذاً بامتلاك كل شيء؟ أعطه ما أنت، فيعطيك ما هو. لن يكون لك شيء منك؛ لكن سيكون لك كلّه مع كلّك أيضاً. وفي هذا الصدد يقول بولس الرسول لتلميذه طيموتاوس "وَصِّ أَغنِياءَ هذِه الدُّنْيا بِألاَّ يَتعَجرَفوا ولا يَجعَلوا رَجاءَهم في الغِنى الزَّائِل، بل في اللهِ الَّذي يَجودُ علَينا بِكُلِّ شَيءٍ لِنَتَمَتَّعَ بِه، وأَن يَصنَعوا الخَيرَ فيَغتَنُوا بِالأَعمالِ الصَّالِحة، ويُعطوا بِسَخاء ويُشرِكوا غَيرَهُم في خَيراتِهم لِيَكنِزوا لأَنفُسِهِم لِلمُستَقبَلِ ذُخرًا ثابِتا لِيَنالوا الحَياةَ الحَقيقِيَّة. ويُعلق القدّيس باسيليوس، أسقف قيصريّة قبّدوقية على من يعترضون على كلام المسيح "كيف سنعيش عندما نتجرّد من كلّ شيء؟ أي حياة سنعيش عندما نبيع كلّ شيء ولا يعود لنا من ممتلكات؟ لا تسألوني ما هو المخطّط العميق وراء وصايا الله لأنّ من وضع شرائعنا يتقن أيضًا فنّ الجمع بين المستحيل والشريعة" |
|