رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
فقالَ لَهما يسوع: ((إِنَّكُما لا تَعلَمانِ ما تَسألان. أَتَستَطيعانِ أَن تَشرَبا الكأسَ الَّتي سأَشرَبُها، أَو تَقبَلا المَعمودِيَّةَ الَّتي سَأَقبَلُها؟)). تشير عبارة " إِنَّكُما لا تَعلَمانِ ما تَسألان" إلى توبيخ يسوع تلميذيه لا على حب الرئاسة بل على عدم إدراكهما ماهية الملكوت والطريق الحقيقي المؤدِّي إليه، وذلك أن المجد والشرف يكَمنان في الصليب. بعكس يسوع "كانَ يَعَلمُ بِأَن قد أَتَت ساعَةُ انتِقالِه عن هذا العالَمِ إلى أَبيه" (يوحنا 13، 1)، "وكانَ يسوعُ يَعلَمُ أَنَّ الآبَ جَعَلَ في يَدَيهِ كُلَّ شَيء، وأَنَّهُ خَرَجَ مِنَ الله، وإلى اللهِ يَمْضي" (يوحنّا13، 3). والفعل "يَعْلَم" له أهمّية خاصّة في رواية الآلام. يسوع يعلم من هو، ويعلم من أين أتى، ويعلم إلى أين هو ذاهب. أما يعقوب ويوحنا فهما لا يعلمان فكر يسوع أنّ المجد هو في الصليب، والعظمة الحقيقية هي في الخدمة التي يبذلان فيها حياتهما، مثل يسوع. إنما هما لا يزالان يعيشان عقلية عصرهما كما يبدو من خلال طلبهما أعلى المناصب، متمسكين في أوهام شعبهم أن المسيح هو الظافر والمنتصر الذي سيُحقق لهما جميع طموحاتهما في ملكوت ارضي وزمني. لانهما ظنّا أن يسوع أتى مَلكا زمنيا ليقيم مملكته على الأرض، وبالتالي يُصبحا معاونيه في الحكم. فإن أسلوب يسوع هو أسلوب العيش من أجل الآخرين، وليس من أجل الذات. وهذا هو معنى الصليب. ويُعلق القديس يوحنا الذهبي الفم "كأن يسوع يقول لهما أنكما تتحدَّثان عن الكرامات بينما أتكلم أنا عن الصراعات والمتاعب. إنه ليس وقت المكافأة الآن بل هو وقت الدم والمعارك الروحية والمخاطر". يتوقع يعقوب ويوحنا أن يُلبّي يسوع كلّ احتياجاتهما وكل أحلامهما. وفي الواقع ليس الأمر كذلك. يسوع لا يفعل هذا، لأنه يحبنا، يريد حملنا إلى الآب لخلاصنا، ولا يعطينا أي شيء لا يخدم هذا الهدف، أو يكون عائقاً من أجل خلاصنا.لذلك لم يَعدْ المسيح تلميذيه بالشرف الدنيوي كما طلبا. أمَّا عبارة " أَتَستَطيعانِ أَن تَشرَبا الكأسَ الَّتي سأَشرَبُها " فتشير إلى سؤال يسوع للتلميذين: هل لكما من الشجاعة الثبات على احتمال كل ما سأحتمله من الآلام والموت والاستشهاد؛ ويُعلق القديس يوحنا الذهبي الفم "سحبهما يسوع من طريق سؤالهما إلى الالتزام بالشركة معه لتزداد غيرتهما". |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
(مرقس 10: 38) فقالَ لَهما يسوع: إِنَّكُما لا تَعلَمانِ ما تَسألان |