قالا لهُ: ((اِمنَحْنا أَن يَجلِسَ أَحَدُنا عن يَمينِك، والآخَرُ عَن شِمالِكَ في مَجدِكَ)).
"مَجدِكَ" فتشير إلى ميزة خاصة يتمتع بها يسوع الملك. ويقوم على سلطانه وعلى بهاء ملكه (1 أخبار الأيام الأول 29: 28). وإنجيل يوحنا يكشف لنا بوضوح المجد في حياة يسوع وموته، فيسوع هو الكلمة المتجسد. في جسده يسكن ويسطع مجد ابن الله الوحيد (يوحنا 1: 14 و18). وكانت تربية يسوع لتلاميذه تكمن في أن ينقلهم من فكرة مجد المسيح إلى فكرة الطريق التي تقود إليه، طريق الألم والموت كي يكتشفوا الشروط للبلوغ إلى المجد. فقد طلب التلميذان المجد مع المسيح، ولكنهما لم يفهما أن المجد لا يأتي إلاَّ بالصليب، لان المسيح سيتمجَّد بالصليب. إن التلميذين يتكلمان عن المجد دون الدخول إلى الطريق المؤدية إليه، فهما يريدان الهدف دون الالتزام بالمسيرة. الرب يتحدث عن هبة ذاته حبًا، وتلاميذه يفكرون بحب السلطة والجلوس على العرش. تلميذ المسيح هو من يكون مستعداً للخدمة حتى التضحية، حتى الصليب. لا يعطينا يسوع ما نطلبه منه إذا كان عائقاً أمامنا ولا يخدم خلاصنا.