ظهرت صرخة الوضوح في جواب الأعمى ليسوع عندما سأله: ((ماذا تُريدُ أَن أَصنَعَ لكَ؟)) قال له الأعمى: ((رابُوني، أَن أُبصِر (مرقس 10: 51). فلماذا يطلب يسوع من الأعمى ((ماذا تُريدُ أَن أَصنَعَ لكَ؟))، وهو يعرفُ كلَّ ما يحتاجُ إليه قبلَ أن يسألَه؟ قد نستغربُ ذلك، إلا إذا فهِمْنا أنَّ يسوع لا يريدُ أن يَعرِفَ منّه ما يرغبُ فيه، فهو لا يجهلُ ذلك، فهو يعرفُ حاجته، لكن ينبغي على الأعمى أولا أن يحدِّدَ بوضوح طلباته لنفسِه فيعرفَها ويصبِرَ عليها أمامَ يسوع. فقد قالَ بولس الرسول: "لِتكُنْ طَلَباتُكم معروفةً لدى الله" (فيلبي 4: 6). لقد طلب الأعمى بوضوح من يسوع البصر، وليس الصدقة بالرغم من كونه شَحَّاذ فقير عْمى جالِساً على جانِبِ الطَّريق (مرقس 10: 48). فلمّا سُئل أجاب أنه يطلب البصر لعينيه، أزال كل تشويش وأظهر للجميع إيمانه بالمسيح.