يبدأ إنجيل لوقا بمقدَّمة تكشف عن غاية السفر كله ألا وهو الإعلان عن شخص المسيح بكونه صديق البشريّة الحقيقي. لكن لوقا يُخبرنا انه كان حريصًا أن يتتبع كل الأحداث والقصص من البداية بتدقيق حتى ينقل لنا التعليم السليم عن ربِّنا ومخلصنا يسوع المسيح خاليًا من أي انحراف. أن المصادر التي استمدَّ منها لوقا الإنجيلي هي إلا سجلات صحيحة لأجزاء من التقليد التسليم أو التقليد الرسولي كما سلمه رسل المسيح وتلاميذه للكنيسة الأولى، وهي لا تختلف مع ما كتبه في إنجيله في شيء إنما هي سجلات، غير كاملة، كانت مدوَّنة لبعض أعمال المسيح وتعاليمه ولكن لوقا تتبع هذه الأحداث والأقوال وتفحصها بدقة متتبعا كل شيء من أصوله، كما رجع لشهود العِيانٍ أنفسهم الذين عاشوها وكانوا في قلبها، شاهدوها بعيونهم وسمعوها بآذانهم ولمسوها بأيديهم مثل مريم العذراء وبقية الرسل والتلاميذ.