في معجزات يسوع التي تنقض الشر والموت، وكلمته القوية الحق، وعلاقته الحميمة مع الآب، نرى الدليل على أن روح الله مستقر عليه (أشعيا 61: 1)، وأنه في الوقت نفسه هو المسيح المُخلّص، والنبي المنتظر، "والعبد" الحبيب. وهكذا حلول الروح عند يسوع يتميز بصفة الدوام. فانه لا يتلقّى كلمة الله، وإنما يفصح عنها في كل أقواله. ولا ينتظر توقيتاً ما ليقوم بمعجزة، بل تصدر عنه المعجزة، كما تتأتّى عنا أبسط الأعمال. وهو لا يتلقى أسرار الله، وإنما يعيش دائماً في حضرته تعالى في شفافيّة تامة. وفي الواقع، لم يحز أحد قط الروح القدس بقدر ما يمتلكه يسوع، "بغير حساب" (يوحنا 3: 34). وما من أحد أيضاً قد حاز الروح قط بالصورة التي حاز يسوع بها.