رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
كما نَقَلَها إلَينا الَّذينَ كانوا مُنذُ البَدءِ شُهودَ عِيانٍ لِلكَلِمَة، ثُمَّ صاروا عامِلينَ لها، أمَّا عبارة "شُهودَ عِيانٍ" في الأصل اليوناني αὐτόπται (معناها المُشاهدة بالعين مباشرة)فتشير إلى شهادة أناس شاركوا يسوع في حياته منذ بدء خدمته الرسولية وشهدوا له. هم لا يتكلمون إلا بما رأوا بأنفسهم، أي عن معرفة شخصية وخبرة عملية ومعايشة كاملة لما يتكلمون كما ورد في تعليم يوحنا الحبيب" ذاك الَّذي كانَ مُنذُ البَدْء ذاك الَّذي سَمِعناه ذاك الَّذي رَأَيناهُ بِعَينَينا ذاكَ الَّذي تَأَمَّلناه ولَمَسَتْه يَدانا مِن كَلِمَةِ الحَياة، أَنَّ الحَياةَ ظَهَرَت فرَأَينا ونَشهَد ونُبَشِّرُكمِ بِتلكَ الحَياةِ الأَبدِيَّةِ الَّتي كانَت لَدى الآب فتَجلَّت لَنا " (1 يوحنا 1: 1-2). وهذه العابرة لم تُستخدم في العهد الجديد سوى هنا فقط. وهؤلاء شهود عِيانٍ هم -كما جاء في سيرة الجماعة المسيحية الأولى –"رجالٌ صَحِبونا طَوالَ المُدَّةِ الَّتي أَقامَ فيها الرَّبُّ يَسوعُ مَعَنا" (أعمال الرسل 1: 21). وتُعد ُّشهادة هؤلاء المصدر الثاني الذي أخذ لوقا إنجيله منه، وهم الرسل وغيرهم ممَّن شاهدوا يسوع وأعماله وسمعوا أقواله وبشَّروا بكلمته وبذلوا الجهد في خدمته. ويُعلق العلامة أوريجانوس عبارة " شُهودَ عِيانٍ “لا تعني مجرد الرؤيا الجسديّة، إذ كثيرون رأوا السيِّد المسيح حسب الجسد ولم يُدركوا شخصه ولا تجاوبوا مع عمله الخلاصي". فكلمة " شُهودَ عِيانٍ" تعني المعرفة النظريّة، بينما تشير كلمة "خدَّام" للمعرفة التطبيقيّة. ويُعلق القديس أمبروسيوس" نال الرسل هذه النعمة... لقد عاينوا، ويُفهم من هذا جهادهم للتعرُّف على الرب، وخدموا، ويُفهم منه ظهور ثمار جهادهم". فالشهادة أو المعاينة الروحيّة أو الإدراك الروحي ترتبط بالعمل. فالأقوال والأخبار التي انفرد بروايتها لوقا الإنجيلي فقد أخذها عن شهود عِيانٍ. الشهادة للمسيح هي قبل كل شيء شهادة لقيامته (أعمال الرسل 1: 22) والشهود هم الاثني عشر أولا "الذين رأوا وسمعوا" (أعمال الرسل 1: 22)، لكن هناك آخرين يُدعون أيضا شهودا مثل بولس الرسول الذي لم يرَ ولم يسمع وإسطفانس (أعمال الرسل 22: 20). واعتمد لوقا على شهود عِيانٍ، لانَّ كان همَّه أن يعرف الحقيقة. |
|