رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
وحَنَّانُ وقَيافا عَظيمَي الكَهَنَة، كانت كَلِمَةُ اللهِ إلى يوحَنَّا بْنِ زَكَرِيَّا في البَرِّيَّة أمَّا عبارة "البَرِّيَّة" في الأصل اليوناني ἔρημος (معناها منطقة غير مُزدحمة) فتشير إلى منطقة شبه صحراوية، قليلة السكان والتي تبعد نحو قرابة 32كم عن اورشليم. ولم تكن برّيّة قاحلة، إنّما كانت تضم ست مدن مع قراها (يشوع 15: 61-62)، لكنها منطقة غير مزدحمة وغير مُحاطة بالحقول والكروم كبقيّة المنطقة. وفي هذه البَرِّيَّة عاش يوحَنَّا صباه كما ورد في الإنجيل "أَقامَ في البَراري إلى يَومِ ظُهورِ أَمرِه لإِسرائيل" (لوقا 1: 80)؛ والبَرِّيَّة تحمل في الكتاب المقدس رنة عميقة. فهناك عاش الشعب العبراني بداية مسيرته مع الله، وإلى هناك أراد الرب أن يُعيد شعبه (هوشع 2: 16)؛ وقد ترك يوحَنَّا المعمدان الهيكل والكهنوت وذهب إلى البَرِّيَّة ليهيئ الطريق لربنا يسوع فاتخذ صورة إيليا الساكن في البراري والجبال وبنفس قوته. عُثر في عام 1947 على آثار ومخطوطات قمران فيها النص التالي " حينئذ نزل كثيرون إلى البَرِّيَّة، ممن يبتغون العدل والحق، ليقيموا هناك". وفي الواقع، البَرِّيَّة، وهي مكان الإصغاء بامتياز. هي المكان الذي يصمت فيه الإنسان ليُصغي إلى كلمة الله. وعندما يصمت الإنسان يتكلم الله. فلا عجب أيضا أن بيلاطس وهيرودُس وقيافا أقوى قيادات فلسطين في ذاك الوقت اهتزوا أمام نبي قادم من البَرِّيَّة صار أعظم من أي حاكم آخر في زمانه وفي كل التاريخ، لأنه أصغي إلى كلمة الله وعاشها وبشّر بها. وبين كل هؤلاء العظماء لم يوجد من استحق أن يكون سابقًا للمسيح سوى يوحَنَّا. لا تقاس العظمة بما يملك الإنسان بل بما يؤدِّيه من عمل لله. إن العظماء حقا هم الذين يِعمل الله بهم فيعملون إرادته تعالى! |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
سلم الطريق لربنا |
إن يشوع وموسى رمزان لربنا يسوع المسيح |
مترسمش لربنا الطريق |
تجلي سيدنا يسوع المسيح (9: 2-10) ليهيئ تلاميذه لآلامه |
سيب لربنا الطريق اللى انت مش قادر تكمله |