أسبابُ البُكاءِ كثيرة، فالأوجاعُ كثيرة، والأحمالُ ثَقيلة، وسيفُ الأحزانِ نِفذَ في القلبِ واخترَقَهُ من شِدّة حِدّتِه! نَبكي ترويحًا عن النّفسِ ووسيلةً للتّفريغ، نَبكي بحثًا عن سَنَدٍ ودعمٍ ومواساةً وتعاطُف. نَبكي قَهرًا من ظلمٍ وجورٍ وتغوّل وتوغّل. نبكي عندما نَضعُف، نبكي عند انسدادِ الأُفق، نبكي عندَ الشّعور بالضّياع والإهمال، نبكي عند الشّعورِ بالوحدة والخُذلان.
هنيئًا لكلِّ شخصٍ يُجيدُ فنَّ البُكاء! فمع أنَّ الإنجيل هو إنجيل عُرسٍ، أي فرحٌ وانبساط، ولكن هنيئًا لكلّ شخصٍ لا يجدُ اليوم سببًا لِكي يَفرح، وَلَكنَّهُ على الأقل يَبكي عَلَّهُ مع دموعِه، يجِدُ فَرجًا وتعزيةً وراحةً وهدوء بَال.