منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 19 - 01 - 2022, 02:02 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,257,621

فلَمَّا ذاقَ الماءَ الَّذي صارَ خَمْراً وكانَ لا يَدري مِن أَينَ أَتَت




فلَمَّا ذاقَ الماءَ الَّذي صارَ خَمْراً، وكانَ لا يَدري مِن أَينَ أَتَت، في حينِ أَنَّ الخَدَمَ الَّذينَ غَرَفوا الماءَ كانوا يَدْرُون، دَعا العَريسَ.

تشير عبارة "الماءَ الَّذي صارَ خَمْراً" إلى المعجزة التي أوضحت سلطان يسوع على الطبيعة، وأظهرت قوة الله. وليس غرابة أن يحوِّل السيد المسيح الماء إلى خمرٍ، فهو الذي يخرج من الأرض خمرًا (مزمور 107: 37)، حيث يهب الأرض أن تنتج كرومًا يُعصر عنبها ويتحول إلى خمر. حوّل يسوع ماء التطهير إلى خمر، كي ينقلنا من حرفية الناموس حيثُ التطهير إلي فرح الروح، لنعيش في عصرٍ جديدٍ ببداية جديدة. ويقول بولس الرسول: " قد زالتِ الأَشياءُ القَديمة وها قد جاءَت أشياءُ جَديدة" (2 قورنتس 5: 17). وهنا نتساءل من أين جاءت هذه الخمرة؟ فالعريس لا جواب له. أمَّا الخدم فكانوا يعرفون، ولكن لا نعرف إن آمنوا؛ أمَّا التلاميذ فآمنوا. ولا زالت الكنيسة في القداس الإلهي تشرب من خمرة عرس قانا الجليل المُحوّل إلى دم المسيح حتى عودته. وصارت مياه التطهير عند اليهود خمرا للعهد الجديد من اجل عالم جديد من خلال عشاء الفصح وتقديس الخمر (مرقس 14: 13-25). وهذه المعجزة تدل على مياه التطهير لدى اليهود التي صارت خمرة العهد الجديد من أجل عالم ٍ جديدٍ (مرقس 14: 13-25). فمن يستطيع أن يحوِّل الماء خمراً، يستطيع أن يحوِّل الخمر دماً في العشاء الأخير مع تلاميذه. قد جاء يسوع إلى العالم ليُحوِّل حياتنا إلى عرسٍ فرحٍ. إنه يحوِّل ماء حياتنا إلى خمر يشير إلى الفرح الروحي الأبدي كما جاء في تعليم بولس الرسول "دَعوا الرُّوحَ يَملأُكُم، واتْلوا مَعًا مَزاميرَ وتَسابِيحَ وأَناشيدَ رُوحِيَّة. رَتِّلوا وسَبِّحوا لِلرَّبِّ في قُلوبِكم واشكُروا اللهَ الآبَ كُلَّ حينٍ على كُلِّ شَيءٍ بِاسمِ رَبِّنا يسوعَ المسيح" أفسس 18:5-20). فالمعجزة إذا تمَّت فتدل على تتميم إرادة آبيه السماوي، أمَّا مريم هنا فهي الوسيطة أو الشفيعة. وصلواتنا تكون مقبولة بشفاعتها. أمَّا عبارة " خَمْراً" فتشير إلى فرح العهد الجديد إي الإنجيل (أشعيا 25: 6؛ مزمور 104، 14-15)، الخمر هو رمز البركة التي ينالها الشعب المختار نتيجة العهد مع الله (إرميا 2، 21)، الخمر في هذا النص الإنجيلي هو رمز إعادة تجديد العهد بين الله وشعبه. يعيد يسوع المسيح بآية التحويل تجديد العهد المحطّم بين الله وشعبه، محطّم بسبب خيانة الشعب لربّ العهد. أمَّا عبارة " وكانَ لا يَدري مِن أَينَ أَتَت" فتشير إلى وكيل المائدة الذي شرب الخمر وأعجبته وتوقف عند هذا، وهو من رأى معجزة المسيح وأعجبه كلامه ولكنه لم يتغير ولم يؤمن. أمَّا عبارة "غَرَفوا " في الأصل اليوناني ἠντληκότες (ومعناها سحب من مصدر ٍعميقٍ) فتشير إلى اجرأن ضخمة جدًا وأفواهها متسعة، ولا يمكن سكب الخمر منها إلا بسحبها بكوز يده طويلة. أمَّا عبارة "كانوا يَدْرُون" فتشير إلى الخدم الذين عرفوا المسيح لشخصه وعرفوا قوته ونعمته، وعلموا أنه ابن الله فدخلوا في شركة معه (متى 26: 29). هؤلاء اختبروا قوة التجديد ولذة الفرح. أمَّا عبارة "العريس" تشير إلى عدم ذكر اسمه ولا اسم أمه. إن هذا الغياب هو رمز مقصود من قبل الكاتب لإظهار العريس الحقيقيّ: فيسوع هو الّذي سدّ النقص وقدّم في النهاية الخمر الجيّدة، هو العريس الحقيقيّ الّذي يدخل في عهد جديد، عهد حبّ مع الإنسانيّة. ويرى البعض أن العريس هو سمعان (متى 10: 4) وقيل انه بعد تلك الآية قام وترك كل شيء وتبعه فكان من تلاميذه الاثني عشر ولُقِّب بسمعان الغيور (لوقا 6: 15). فقد صار عروسًا للعريس الحقيقي الرب يسوع المسيح كما صرّح يوحنا أنَّ يسوع هو العريس الحقيقي (يوحنا 3: 29) الذي قدَّم خمر العرس، وعرسه هو عرس الحمل المسيحاني الذي بشّر به يوحنا المعمدان بمجيئه. والعريس في آخر الأمر هو المسيح المصلوب الذي يُثبت العهد الجديد بدمه "هذه الكَأسُ هي العَهْدُ الجَديدُ بِدَمي" (1 قورنتس 11: 25)؛ علما أنَّ لقب "عريس" هو أحد الألقاب التي اتخذها الله لنفسه (أشعيا 54: 5) وقد أطلق يسوع على نفسه هذه اللقب "سَتَأتي أَيَّامٌ فيها يُرفَعْ العَريسُ مِن بَيْنِهم"(متى 8: 15). و ما من أمر اسمى من التحوّل: كما بدأت حياة يسوع العلنية وختمها بأعجوبة تحويل، كذلك نبدأ حياتنا ونختمها بالتحويل: في المعمودية نتحوّل من الموت إلى الحياة، وفي الإفخارستيا نتحول إلى جسد المسيح ودمه، وفي المسحة الأخيرة نتحول من الحياة الزمنية إلى الحياة الأبدية.
رد مع اقتباس
إضافة رد


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
إن المالَ والغنى أُعطيا لنا ليكونا وسيلة
"أَينَ وَضَعتُموه؟" الى سؤال يسوع شبيه بسؤال الله لآدم "أَينَ أَنْتَ؟ "
الماءَ الَّذي صارَ خَمْراً
أَينَ مَلِكُ اليهودِ الَّذي وُلِد؟
أَينَ لَكَ الماءُ الحَيّ؟


الساعة الآن 11:21 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024