رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
فلمَّا أَبصَروا النَّجْمَ فَرِحوا فَرحاً عَظيماً جِدّاً. 11وَدخَلوا الَبيتَ فرأَوا الطِّفلَ مع أُمِّه مَريم. فجَثَوا له ساجِدين، ثُمَّ فتَحوا حَقائِبَهم وأَهْدَوا إِليه ذَهباً وبَخوراً ومُرّاً". عبارة "ذَهباً وبَخوراً ومُرّاً " فتشير الى نبوءة أشعيا "كَثرَةُ الإِبِلِ تُغَطِّيكِ بُكْرانُ مِديَنَ وعيفَة كُلُّهم مِن شَبَأَ يَأتون حامِلينَ ذَهَباً وبَخوراً يُبَشِّرونَ بِتَسابيحِ الرَّبّ (أشعيا 60: 6). وهذه التقدمات الثلاثة تبرِّز الحديث عن ثلاثة اشخاص وهداياهم تعتبر رمزاً لوظائف المسيح الثلاثة: ملك وكاهن ونبي. فالذهب هدية للملك، والبخور هدية للإله، وأمّأ المُر إشارة لآلامه حيث انه يستخدم في تحنيط الموتى وإشارة لأنه نبي. ولعل تلك الهدايا ساعدت العائلة المقدسة لتدبير المال اللازم لرحلتها الى مصر والعودة منها. أمّا عبارة "بَخوراً ومُرّاً" فتشير الى الثروات والعطور التقليدية في جزيرة العرب (التكوين 37: 25). ويمكننا أيضًا بهذه العلامات أن نفهم شيئًا آخر. الذهب يرمز للحكمة كما يشهد سليمان: "في مَنزِلِ الحَكيمِ كَنزٌ شَهِيُّ" (أمثال 21: 20). والبخور الذي يُحرق أمام الله يرمز لقوة الصلاة كقول المزمور: "لِتَكُنْ صَلاتي بَخورًا أَمامَكَ" (مزمور 141: 2)، والمرّ يرمز لإماتة أجسادنا، حيث تقول الكنيسة المقدّسة لعامليها الذين يعملون فيما لله حتى الموت: "يَدايَ تَقطُرانِ مرًّاً" (نشيد الأناشيد 5:5). وكان اليهود الذين ينتظرون مجيء المسيح يرجون أن يتلقى الملك المنتظر إكرام جميع الأمم وتقادمهم (أشعيا 60: 6). وجد المجوس في يسوع الملك وابن الله. وبهذه تمَّت النبوءات المسيحية التي تعلن تسبيح الأمم ليسوع الملك. ونحن، ماذا نقدّم لهذا الطفل؟ هل نقدّم له ذهب محبتنا وبخور عبادتنا ومُر تضحياتنا؟ |
|