المحبة العملية
والمحبة الحقيقية هي محبة عملية:
وفى ذلك قال القديس يوحنا الرسول (لا نحب بالكلام ولا باللسان، بل بالعمل والحق) (1يو 3: 18) محبة الأسرة لطفلها هي محبة عملية، فيها الاهتمام بغذائه وصحته ونظافته وتعليمه.. وكذلك الاهتمام بروحياته، وتلقينه الدين، وتدريبه على الفضيلة..
وفى حديث سفر النشيد عن الحب، يقول (اجعلني كخاتم على قلبك، كخاتم على ساعدك) (نش 8: 6).
عبارة (خاتم على قلبك، تعنى عواطفك ومشاعرك القلبية أما عبارة (خاتم في ساعدك) فتعني مد ساعدك للعمل.
إن بطرس الرسول حينما قال (لو أنكرك الجميع لا أنكرك) كان خاتمًا على القلب. وحينما أنكر، لم يكن خاتمًا على الساعد..
خاتِمًا على القلب تعني الإيمان، وخاتِمًا على الساعد تعني الأعمال.
والمحبة نحو الله تتطلب الاثنين معًا. والمحبة نحو الناس تتطلب المشاعر والعمل أيضًا. هذه هي المحبة العملية.
ومن جهة الرعاية يقول الكتاب (الراعي الصالح يبذل نفسه عن الخراف) (يو 10: 11) وبذل النفس هو المحبة العملية.
والله -كراع صالح- يقول عنه الكتاب إنه (بين محبته لنا. لأننا ونحن بعد خطاة، مات المسيح لأجلنا) (رو 5: 8) إنها محبة عملية، فيها التجسد والصلب والفداء.
المحبة عاطفة، تترجم ذاتها إلى عمل.
يقول الرب (يا ابني أعطني قلبك) (أم 23: 26) فهل هذا يعنى مجرد العاطفة؟ كلا، لأنه يقول بعدها مباشرة (ولتلاحظ عيناي طرقي) هنا الحب والعمل معا. وهكذا نرى الرب يقول في ذلك: (إن أحبني أحد يحفظ كلامي) (يو 14: 23) إن حفظتم وصاياي، تثبتون في محبتي) (يو 15: 10). ت
فالمحبة لله، ليست محبة نظرية، ولا هي مجرد عواطف.
محبتك لله تتجلَّى في طاعته وحفظ وصاياه. كما تظهر في نشر ملكوته على الأرض. في خدمته، وخدمة كنيسته، وخدمة أولاده..
أما أن تقول إنك تحب الله، وأنت جالس في خمول لا تعمل شيئا، فهذا كلام نظري لا يقبل منك.
وهنا أذكر بإعجاب، أولئك الذين بشروا بكلمة الله في بلاد تأكل لحوم البشر هذه هي المحبة العملية الباذلة. محبة الشخص الذي يعطى الناس كلمة الله لكي يتغذوا، حتى لو أن بعضهم تغذى به هو!