إن المفهوم الحقيقي للقوة، ينبغي أن يتركز على القوة الداخلية.
فقد يبدو البعض قويًّا من الخارج، بينما هو ضائع تمامًا من الداخل. قد يسمع كلمة إهانة، فيقول من الخارج (الله يسامحك).. بينما في الداخل يتقد غضبًا وحقدًا.. إن تحويل الخد الآخر (مت 5: 39) كما قال أحد القديسين – هو الخد الداخلي، أعنى الاحتمال في الداخل، والمسامحة الداخلية، ولوم النفس.
أيضا القوة الداخلية هي الانتصار على النفس من الداخل.
فليس القوي هو الذي ينتصر على الآخرين، إنما هو الذي ينتصر على نفسه.
وكما قال أحد القديسين: إن القوة الغضبية قد وضعت في الإنسان، لا لكي يغضب على الآخرين، إنما لكي يغضب على نفسه إذا أخطأ.
وحسنًا قيل في المزمور (كل مجد ابنة الملك من داخل) (مز 45) فإذا انتصرت على نفسك من الداخل، يمكنك أن تنتصر على كل الأمور الخارجية.. حينئذ يمكنك أن تغلب كل الأعداء الخارجيين. وصدق القديس يوحنا ذهبي الفم حينما قال (لا يستطيع أحد أن يؤذى إنسانا،، ما لم يؤذ هذا الإنسان نفسه).
· إذن من عناصر القوة ضبط النفس.
الذي يضبط لسانه هو إنسان قوى، حسب شهادة القديس يعقوب الرسول (يع 3: 2). وما أكثر الأشخاص الذين نقطة الضعف فيهم هي أخطاء اللسان. ويدفعوا ثمن ذلك غاليًا.
كذلك الإنسان القوي هو الذي يستطيع أن يضبط أفكاره. فلا تهزمه الأفكار وتسرح به حيثما تشاء، وتوقِعه في خطايا كثيرة.
والإنسان القوي هو الذي يضبط نفسه وقت الغضب. ويضبط نفسه وقت الصوم، من جهة الطعام والشراب. ويضبط نفسه من جهة الوقت، فلا يضيعه في المتعة واللهو، ويفشل في مسئولياته..