رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
"فِيهِ كَانَتِ الْحَيَاةُ، وَالْحَيَاةُ كَانَتْ نُورَ النَّاسِ."
فِيهِ كَانَتِ الْحَيَاةُ = الكلمة فيه الحياة كإحدى خصائص الجوهر الإلهي الأزلي (يو26:5). وهي حياة أزلية أبدية، وهي قادرة أن تحيي أي لها القدرة أن تخلق حياة (يو21:5) فالمسيح الكلمة هو أساس الحياة لكل كائن حي ولكل ما في الوجود. هو فيه الحياة كينبوع فهو ليس فقط حي بل هو الحياة، وهو حياة أبدية لا تنتهي ولا تموت (وإن كان هو الحياة فلا يمكن أن يوجد وقت لم يكن موجودًا فيه، أي لا يمكن أن يكون مخلوقًا) وهذا هو سر ارتباط الخليقة به فهو مصدر حياتها. ولكننا لا نفهم حتى الآن سوى الحياة بالمفهوم الزمني فالإنسان لا يرى سوى ما يلمسه ويراه بعينيه المادية. أما الحياة الأبدية سنفهمها فيما بعد، وهي التي بلا حزن ولا كآبة. والحياة التي يقصدها بقوله فِيهِ كَانَتِ الْحَيَاةُ ، هي الحياة الأبدية بصورة أساسية، هذه التي قال عنها الرسول"الحياة أظهرت" (1يو2:1) . ولكنه هو أيضًا يحفظ الحياة الآن. لقد فقد الإنسان الحياة بسبب خطيته فجاء المسيح وهو الحياة ليعيدها له. ولذلك قال بولس الرسول "مع المسيح صلبت لأحيا لا أنا بل المسيح يحيا فيّ" (غل20:2 + في21:1). وَالْحَيَاةُ كَانَتْ نُورَ النَّاسِ = الإنسان العادي الحي له أعين ليرى بها العالم. أما هنا فهو يتكلم عن الإنسان الذي أعاد له المسيح حياته الروحية فصار له بصيرة روحية. الله الكلمة أعطى حياة لكل الخليقة ولكن تميز الإنسان عن باقي الخليقة بأنه صار له نورًا به يعرف الله ويدركه ويتكلم معه. ويوحنا هنا يرى أن أهم ما في الحياة للإنسان أن يدرك الله ويتصل به ويعرفه، هذه رسالة الكلمة (يو3:17) فمن له حياة المسيح فبنوره ندرك الله نفسه ومجده، بل سأدرك هدف ومعنى حياتي فنحن لا يمكننا أن ندرك الله سوى عن طريق المسيح:- نحن يمكننا أن نرى الله في الطبيعة التي خلقها ولكن نكون كمن يرى الشمس في صورة. ويمكننا أن نرى الله من خلال العهد القديم والناموس ونكون كمن يرى الشمس من خلف غيمة. ولكننا في المسيح نراه في كامل محبته.. أليس هو "بهاء مجد الله ورسم جوهره". فالمسيح الذي هو الحياة الحقيقية وهو مصدرها وهي حياة قدسية كاملة أبدية الوجود، هو صار نورًا للإنسان يعرف به الله ويرى به الله. إتحادنا بالمسيح وثباتنا فيه هو الوحيد الذي به ندرك الله ونراه وندرك الأمجاد المعدة لنا، وذلك بالروح القدس الذي يملأنا عند ثباتنا في المسيح. والله خلق آدم في جنة ليحيا للأبد، ويرى الله ويفرح به للأبد، لكنه حرم نفسه بنفسه من هذه الحياة فحُرِم من أن يرى الله وصار في ظلمة. والظلمة في إنجيل يوحنا تشير للخطية، فيهوذا حين خرج قيل "وكان ليلًا" (يو30:13) ، وقيل عن نيقوديموس أنه "جاء ليلًا" إظهارًا لعدم المعرفة عند نيقوديموس قبل إيمانه. ولكن على الرغم من أن الناس قد سقطوا في ظلمة الخطية إذ خالفوا وصايا الله، فإن السيد المسيح وهو خالقهم وهو الحياة الذي أعطاهم الحياة، وهو أيضًا النور جاء بتجسده ليبدد ما يكتنفهم من ظلمات، ويعطي الحكمة لمن يريد. الله في ملء الزمان أرسل ابنه ليرد الحياة إلى آدم وبنيه ليكون لهم نور يرون به نتيجة خطيتهم فيشمئزوا منها ويرون الله فيحبونه ويحبون وصاياه فيختارونه. كل هذا لأن المسيح صار لهم حياة ومن هو حي يكون له نعمة النظر. والمقصود هنا هو النظر الروحي وليس الجسدي، هذا الذي يقود الإنسان للإنقياد لشهواته أي للظلمة وبالتالي للموت الروحي. والله الآب أرسله كخبز الحياة ليأكل منه الإنسان فترتد إليه روحه ويعيش للأبد وتنفتح عيناه ويعاين نور الحياة وتكون له حكمة يختار بها أن ينفذ وصايا الله ولا يتعثر في ظلمة الشهوات والخطية. وهذه هي العلاقة بين الحياة والنور "وهذه هي الحياة الأبدية أن يعرفوك" (يو3:17). فمعرفة الله هي الحياة الأبدية وهي الثبات في الله. ولأن المسيح هو النور الذي عَرَّفنا الآب قال "أنا هو الطريق والحق والحياة" وقال "أنا نور العالم". ورؤية النور الإلهي لا تكون بالعين الجسدية بل خلال الروح حينما تنشط من الداخل فتدخل لها القوة الإلهية المنيرة. كما ظهر نور لبولس الرسول في الطريق لدمشق فعرف الله وصارت له حياة (يو12:8). وغياب النور عن الإنسان يكون باختياره حين يرفض الحياة في النور أي في الحق والمحبة والقداسة، وغياب النور معناه غياب الله. إذًا الله نور: 1) يكشف خطاياي. 2) فأقدم عنها توبة. 3) أقترب إلى الله وأعرفه. 4) أشتهي السمويات. 5) أثبت في المسيح. 6) أتحول إلى نور. 7) تكون لي الحياة الأبدية. تعليق على الآية:- الإنسان الحي تكون له عينان يبصر بهما المخلوقات. أما الإنسان الذي صارت له حياة المسيح بالمعمودية (رو6: 3-9) فهذا تصبح له بصيرة يرى بها الله. لذلك يقول المزمور "بنورك يا رب نعاين النور" (مز36: 9) فالمسيح نور أضاء بصيرتنا فرأينا الله النور، وأدركنا الروح القدس الساكن فينا. والروح القدس نور يخبرنا عن المسيح، ويخبرنا عن أفراح السماء (1كو2: 9-11). الحياة الأبدية هي حياة كلها فرح في المجد. والأشرار سيكون لهم وجود وللأبد ولكن بلا فرح ولا مجد ولا نور، وهذا معنى الظلمة الخارجية (مت25: 30). |
08 - 01 - 2022, 01:05 PM | رقم المشاركة : ( 2 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: فِيهِ كَانَتِ الْحَيَاةُ، وَالْحَيَاةُ كَانَتْ نُورَ النَّاسِ.
مشاركة جميلة جدا ربنا يبارك حياتك |
||||
08 - 01 - 2022, 01:12 PM | رقم المشاركة : ( 3 ) | ||||
..::| VIP |::..
|
رد: فِيهِ كَانَتِ الْحَيَاةُ، وَالْحَيَاةُ كَانَتْ نُورَ النَّاسِ
شكرا جدا جميل مرورك الرب يباركك |
||||
|