نؤمن بإله واحد مثلث الأقانيم
وهذا ما حدده قانون الإيمان "نؤمن بإله واحد" وحاشا أن نؤمن بثلاثة آلهة فهذا يتعارض مع أبسط قواعد العقل والمنطق. والله لا شريك له في ألوهيته ولكننا نؤمن أن الله له ثلاثة أقانيم. وكلمة أقنوم هي كلمة سريانية لا مثيل لها في العربية وهي تشير لخواص الله الذاتية. وباليونانية هي "هيبوستاسيس" ύπόστασiς = هيبو تعني تحت، ستاسيس تعني يقوم. ويصبح معنى هيبوستاسيس ما يقوم عليه الشيء. فالله مثلث الأقانيم هو كائن، عاقل، حي. هو الكائن الأزلي الأبدي، كلي الحكمة، الحي المحيي.
كل أقنوم له عمله الخاص وكل منهم متميزًا عن غيره تميزًا واضحًا ولكن بلا تناقض ولا انفصال. فكلٍ يعمل ليس بمعزل عن الأقنومين الآخرين بل بإتحاد كلي معًا. فالأقانيم متحدة دون إختلاط أو إمتزاج ودون إفتراق أو إنقسام. وهذا يسمو على فكر البشر. وتعبير الآب والابن يظهر المحبة التي تربط بين الأقانيم. فالآب هو ينبوع المحبة (كلمة آب تعني مصدر وينبوع) فالله محبة. والابن يتلقى هذه المحبة فهو المحبوب (أف6:1) والروح القدس هو روح المحبة. ولقد ظهرت طبيعة هذه المحبة على الصليب.
وحين يقال ان الآب يحب الابن (يو5: 20 ) وأن الابن يحب الآب (يو14: 31 ) فهذا تعبير عن أن الآب في الابن، والابن في الآب، وأنهما واحد ولكنه تعبير بلغة المحبة التي هي طبيعة الله "فالله محبة".
ولما اتحد المسيح بطبيعتنا البشرية، صار الروح القدس يسكب فينا محبة الله إذ أننا صرنا متحدين بالابن المحبوب "لِأَنَّ مَحَبَّةَ ٱللهِ قَدِ ٱنْسَكَبَتْ فِي قُلُوبِنَا بِٱلرُّوحِ ٱلْقُدُسِ ٱلْمُعْطَى لَنَا" (رو5: 5).
وجود 3 أقانيم يحل مشكلة ليس لها حل..
فإن كان الله واحد بلا أقنومية، ونعرف أن الله محبة أي هذه هي طبيعته. فمن كان الله يحب قبل خلق البشر. فهل أدخلت صفة المحبة على الله بعد أن خلق البشر.. لو حدث هذا يكون الله متغير.. حاشا فصفة المحبة كانت في الله قبل خلق البشر، داخل الأقانيم، ثم ظهرت تجاه البشر أولًا في خلقه البشر ثم في الفداء على الصليب.