رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
قالَ له بيلاطُس: ((ما هو الحَقّ؟)) قالَ ذلكَ، ثُمَّ خرَجَ ثانِيَةً اليَهودِ فقالَ لَهم: ((إِنِّي لا أَجِدُ فيه سَبَباً لاتِّهامِه. تشير عبارة "ما هو الحَقّ؟" إلى سؤال بيلاطس وكأنه يقول ليسوع: لا أحد يعرف الحق أو يستطيع أن يوضِّحه فكم بالحري أنت حيث لا فائدة لك ولي من معرفة ذلك أو جهله بدليل انه انصرف قبل أن يسمع الجواب. إذ طرح السؤال وما انتظر الجواب، لأنه كقاضٍ يعلم صعوبة الحكم بالحق، فالحق في العالم نسبى، كل إنسان يرى أن الحق في جانبه. لن يجد إنسان الحق على الأرض، لأن الأرض زائلة، فكل ما هو متغير ليس بحق، لكن لو انتظر الجواب لسمع يسوع يقول له: أنا الحق! أمَّا نحن فنفهم أن هناك حق مُطلق، وهو الله وليس سواه كما جاء في تعليم يوحنا الرسول " ونَعلَمُ أَنَّ ابنَ اللهِ أَتى وأَنَّه أَعْطانا بَصيرةً لِنَعرِفَ بِها الحَقّ. نَحنُ في الحَقِّ إِذ نَحنُ في ابنِه يسوعَ المَسيح. هذا هو الإِلهُ الحَقُّ والحَياةُ الأَبدِيَّة"(1يوحنا 5: 20). ويعلّق القديس أوغسطينوس على سؤال بيلاطس "ما هو الحَقّ؟" في اللغة اللاتينية: quid est veritas? فأجاب بنفس الأحرف Est vir qui adest' أي هو الرجل الذي أمامك. ضعف بيلاطس الحاكم أنه خرج دون أن يسمع إجابة السيد المسيح وكثيرين يعملون هكذا يصلون ويخرجون سريعًا دون أن يسمعوا الرد. ولو كان بيلاطس يبحث عن الحق فعلًا لاستمع لصوت المسيح ولكانت له حياة. فكل من يبحث عن الحق يعطيه روح الله استنارة لمعرفة الحق.أمَّا عبارة "خرَجَ ثانِيَةً اليَهودِ" فتشير إلى بيلاطس الذي طرح سؤالًا هامًا للغاية، لكنه لم ينتظر الإجابة بل خرج إلى اليهود يعلن أنه لم يجد فيه علة واحدة. هذا ما نفعله كثيرًا في صلواتنا حين نطلب من الله ولا ننتظر إجابته إلينا. أمَّا عبارة "إِنِّي لا أَجِدُ فيه سَبَباً لاتِّهامِه " فتشير إلى شهادة بيلاطس ببراءة يسوع أمام الجموع. أنه أمام إنسان عظيم وليس مُجرمًا، " لم يجِدْ سَبَباً يَستَوجِبُ به الموت " (لوقا 23: 22). وإنسان لم يُثير فتنة وهو ليس ملكا يقاوم قيصر. بل هو "الحَمَلِ الَّذي لا عَيبَ فيه ولا دَنَس" (1بطرس 1: 19). وذكر يوحنا الإنجيلي أنَّ بيلاطس شهد ليسوع ثلاث مرات انه بريء (يوحنا 18: 38؛ 19: 4، 6). أمَّا عبارة " سَبَباً " في الأصل اليوناني αἰτία (تعني علة) فتشير إلى جرم للحكم عليه. فقد أيقن بيلاطس أنَّ يسوع لا يشكل أي خطورة على روما، وان جريمته انه كان يتمتع بشعبية كبيرة وأن الرؤساء الكهنة أسلموه حسدًا (مرقس 15: 10) وغشا (متى 27: 18). وشهادة بيلاطس ببراءة المسيح، هي شهادة العالم بأن المسيح ليس فيه علة واحدة، إنَّما هو مات لأجلنا ولأجل كل البشر. ولكن لم تكن عند بيلاطس الشجاعة أن يُبرئ يسوع فورا، بل القى مسؤولية الحكم بموته على رؤساء الكهنة والحرس بقوله لهم: "خُذوه أَنتُم فاصلِبوه، فإِنِّي لا أَجِدُ فيه سَبَباً لاتِّهامِه" (يوحنا 19: 6). عجيب أن رئيس الكهنة يدبِّر المؤامرات ضد المسيح وكان عنوان علته الذي صلب بسببه مكتوبًا فوقه على الصليب" يسوعُ النَّاصِريُّ مَلِكُ اليَهود " (يوحنا 19: 19) وبيلاطس الروماني يحاول إثبات براءته. |
05 - 01 - 2022, 07:53 PM | رقم المشاركة : ( 2 ) | ||||
..::| VIP |::..
|
رد: شهادة بيلاطس ببراءة المسيح
جميل جدا ربنا يفرح قلبك |
||||
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
شهادة صدرت عن بيلاطس نفسه |
شهادة جاءت على فم امرأة بيلاطس |
تمسك بيلاطس إلى النهاية ببراءة المسيح |
لقد كان بيلاطس مؤمنًا ببراءة المسيح |
شهادة امرأة بيلاطس «بأنه بار» |