منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 05 - 01 - 2022, 05:07 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,274,632

يسوع المسيح الذي هو موجود قبل ميلاده

فقالَ له بيلاطُس: ((فأَنتَ مَلِكٌ إِذَن!)) أَجابَ يسوع: ((هوَ ما تَقول، فإِنِّي مَلِك. وأَنا ما وُلِدتُ وأَتَيتُ العالَم إِلاَّ لأَشهَدَ لِلحَقّ. فكُلُّ مَن كانَ مِنَ الحَقّ يُصْغي صَوتي)).


تشير عبارة "فأَنتَ مَلِكٌ إِذَن!" إلى استغراب بيلاطس من ملوكية يسوع ولم يفهمها، وكأنه يقول له "أي ملك يمكن أن يكون إنسان مثلك؟ أيمكن أن يوجد سلطة لا تتحقق بطرق بشرية؟ ملك لا يستجيب لمنطق الهيمنة والقوة؟ أمَّا عبارة " هوَ ما تَقول، فإِنِّي مَلِك" فتشير إلى جواب يسوع به يُصادق على ما قال بيلاطس بدون أن يوافق بالضرورة على المعنى الذي ينسبه بيلاطس للسؤال، فالمسيح يرفض أن يكون ملكًا حسب ما يقول اليهود. وبيلاطس فهم ملك المسيح كما فهمه اليهود لذلك شرح المسيح له الحقيقة كما جاء في أقوال بولس الرسول "المسيحِ يسوعَ الَّذي شَهِدَ شَهادةً حَسَنَةً في عَهْدِ بُنطِيوس بيلاطُس" (1 طيموتاوس 6: 13). أمَّا عبارة "وأَنا ما وُلِدتُ" فتشير إلى المسيح الذي وُلِدَ أي تجسد للمُلك فيشهد بهذا أمام مُمثل أقوى دولة في العالم في ذاك الوقت. أمَّا عبارة "أَتَيتُ العالَم" فتشير إلى يسوع المسيح الذي هو موجود قبل ميلاده أنه ليس من هذا العالم، ولكنه أتى وتجسَّد ليُقيم مملكته التي لا تُقام على أُسس أرضية بل على سلطة وقوة سماوية. أمَّا عبارة "لأَشهَدَ لِلحَقّ" فتشير إلى الصلة بين المُلكية والحكمة كما يظهر جليا من كلام امرأة حكيمة لداود الملك "أَنَّ سَيِّدي الملك هو كمَلاكِ اللهِ في فَهمِ الخَيرِ والشرِّ" (2 صموئيل 14: 17). فمملكته لا تستخدم العنف، بل تُحقَّق وفقا لمشيئة الآب الذي عهد إليه برسالته، بقبول الله المُتجلي في الكلمة المُتجسد (يوحنا 14: 6). فيسوع شهد بحقيقة الآب من خلال ما يقوله وما يعمله وما هو عليه، وشهد للحق مهما كلفته هذه الشهادة. والمسيح يشهد للحق ليس كشيء خارج عن ذاته بل كجزء من ذاته، فهو الحق. وفي الواقع، أتى المسيح ليعلن الحق بعد أن تاه البشر في ضلالهم. وتكررت كلمة شهد 31 مرة في إنجيل يوحنا نظرا لأهميتها في إنجيل يوحنا. ويعلق البابا القديس يوحنّا بولس الثاني " بهذه العبارة التي فاه بها الرب يسوع أمام القاضي في أحرج ساعات حياته، قد جدّد ما قاله سابقاً: " تَعرِفونَ الحَقّ: والحَقُّ يُحَرِّرُكُم" أفما مَثَل الرّب يسوع المسيح مراراً، على مرّ العصور والأجيال منذ عهد الرسل، إلى جانب من يُحاكمون من أجل الحقّ؟ أفما قاسى الموت غالباً مع من حُكم عليهم من أجل الحق؟ " ((الرّسالة الرّسوليّة، فادي الإنسان، العدد 12). أمَّا عبارة " الحق" فتشير إلى الحقيقة الكلية التي هي المجال الذي يحيا ويعمل فيه المسيح الذي هو "الطَّريقُ والحَقُّ والحَياة" (يوحنا 14: 6). وتكررت لفظة حق 25 مرة لأهميتها في النص. فهو الحق لأنه الابن المتجسد الذي عبّر تعبيراً تاما للبشر عن الآب، وكشفه لهم بعمله وقوله. فأُدخل المؤمنين في الاتحاد بالآب كما صرّح يسوع لفيليبس " مَن رآني رأَى الآب"(يوحنا 17: 8)؛ وعلى هذا الاتحاد يقوم ملء الحياة الحقيقية (يوحنا 17: 3). أمَّا عبارة " مَن كانَ مِنَ الحَقّ " فتشير إلى" من هم من الله" (يوحنا 8: 37)، و "من هم من فوق" (يوحنا 8: 23) بعكس "من هم من إبليس" (يوحنا 8: 44)، و" من هم من أسفل" (يوحنا 8: 23). وهكذا يُميز يسوع بين فريقين: فريق ينتسب لفوق، للسماء، لله، للحق؛ وفريق ينتسب لأسفل، للأرض، لهذا العالم الشرير ولإبليس. ولا فريقٍ ثالثٍ بينهما. أمَّا عبارة "فكُلُّ مَن كانَ مِنَ الحَقّ يُصْغي صَوتي" فلا تشير إلى "كل من يسمع صوت يسوع هو من الحق، وإنما من هو من الحق يسمع صوته، أي لأن هذه عطية تُمنح له من يسوع الحق لكي يصغي إلى صوته" كما يعلق القديس أوغسطينوس. فكل من أحب الحق وسار بحسب هداه سيسمع صوت المسيح ويفهمه ويصير له صوت المسيح حياة أبدية (يوحنا 24:5). فهدف مملكة يسوع هو الشهادة أمام الإنسان للحق. وصرّح المسيح " إِنَّ خِرافي تُصْغي صَوتي وأَنا أَعرِفُها وهي تَتبَعُني وأَنا أَهَبُ لَها الحَياةَ الأَبديَّة" (يوحنا 10: 27-28). وهكذا إن شرط يسوع للانتماء إلى ملكه أن يكون الإنسان من أهل الحق بعيداً عن الكذب والمراوغة والخداع والمُراء بل يعمل بحسب الحق أي أن يعيش بحسب الشريعة " لِتُظهَرَ أَعمالُه وقَد صُنِعَت في الله"(يوحنا 3: 21)؛ أمَّا الذين لا يسمعون إلى صوت الحق لأنهم لا يؤمنون كما صرّح يسوع لليهود "فَإِذا كُنتُ أقولُ الحَقّ فلِماذا لا تُؤمِنونَ بي؟ مَن كانَ مِنَ اللهِ استَمَعَ كَلامِ الله. فإِذا كَنتُم لا تَستَمِعونَ إِلَيه فَلأَنَّكُم لَستُم مِنَ الله" (يوحنا 8: 46-47). وهم لا يؤمنون لأنهم ليس هم من تلاميذ الرب "ولكِنَّكُم لا تُؤمِنون لأَنَّكُم لستُم مِن خِرافي. إِنَّ خِرافي تُصْغي صَوتي وأَنا أَعرِفُها وهي تَتبَعُني" (يوحنا 10: 26 -27). وكلام يسوع " لا يَعتَمِدْ على أُسلوبِ الإِقناعِ بِالحِكمَة، بل على أَدِلَّةِ الرُّوحِ والقُوَّة، كَيلا يَستَنِدَ إِيمانُكُم حِكمَةِ النَّاس، بل قُدرَةِ الله" (1 قورنتس 2: 14). ولذلك من يعرف الله يسمع للحق كما يؤكِّد يوحنا الحبيب "أمَّا نَحنُ فإنَّنا مِنَ الله. فمَن عَرَفَ الله أَصْغى إِلَينا ومَنْ لم يَكُنْ مِنَ الله لم يُصْغِ إِلَينا. بذلِكَ نَعرِفُ رُوحَ الحَقِّ مِن روحِ الضَّلال"(1 يوحنا 4: 6). ومن المأساة أن نعرف الحق ونعترف به ولكن نختار أن نرفضه مثل بيلاطس. وهنا يُلِّخص المسيح جوهر رسالته: ملكوت الله. ومحاكمة يسوع كانت فرصة ليسوع ليشهد للحق أمام بيلاطس كما جاء في تعليم بولس الرسول "وفي حَضرَةِ المسيحِ يسوعَ الَّذي شَهِدَ شَهادةً حَسَنَةً في عَهْدِ بُنطِيوس بيلاطُس"(1 طيموتاوس 6: 13).
رد مع اقتباس
قديم 05 - 01 - 2022, 07:52 PM   رقم المشاركة : ( 2 )
بشرى النهيسى Male
..::| VIP |::..

الصورة الرمزية بشرى النهيسى

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 124929
تـاريخ التسجيـل : Oct 2021
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : مصر
المشاركـــــــات : 25,619

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

بشرى النهيسى غير متواجد حالياً

افتراضي رد: يسوع المسيح الذي هو موجود قبل ميلاده



جميل جدا
ربنا يفرح قلبك

  رد مع اقتباس
إضافة رد


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
المسيح موجود إذن الرجاء موجود
كان من الضروري أن يسجل يسوع المسيح (عند ميلاده)
السيد المسيح هو الشخصية المحورية اللي بنقول قبل ميلاده وبعد ميلاده
ميلاد المسيح وماذا يريد منك المسيح في ذكرى عيد ميلاده الميمون
الإفخارستيا ليست خبزاً بل تجسيد لوجود يسوع المسيح


الساعة الآن 08:55 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024