الشهيدة دهوم وابنتها وحفيدتها الشهيدات *
استدعاؤها:
بعد أن استشهد الزوج أرسل الملك اليهودي يستدعي الزوجة دهوم بنت أذمع من نجران؛ وطلب منها الحضور لتجحد مسيحها وإلا تموت.
لقاء مع النجرانيات:
إذ جاءها الرسول نزلت مع ابنتها وحفيدتها من المنزل متجهة نحو الملك. اجتمع حولها كثير من النساء المسيحيات واليهوديات والوثنيات. التقين بهن، وقد ظهرت علامات الفرح والبهجة على وجهها. وفي حديث طويل معهن قالت لهن:
"أيتها النساء النجرانيات، أنتن تعلمن إني مسيحية. وتعلمن جنسي وعشيرتي، فلديّ من الذهب والفضة الكثير، وأيضًا العبيد والإماء، ولا يعوزني شيء.
لقد قُتل زوجي من أجل المسيح، فإن شئتُ أن أصير لرجلٍ فإن كثيرين يطلبونني. لديّ أربعين ألف دينارًا في خزينتي غير ما تركه لي زوجي مع حُليّ وجواهر وحجارة كريمة...
إنني اليوم أتمتع بالفرح كأيام عرسي الأول، وقد زينت بناتي الثلاث للسيد المسيح عِوض زواجهن...
لقد دخلت مرفوعة الجبين في زفافي الأول.
والآن اذهب إلى المسيح ربي وإلهي وإله بناتي مرفوعة الجبين". (ستجد المزيد عن هؤلاء القديسين هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام السير والسنكسار والتاريخ وأقوال الآباء).
محاكمتها:
إذ التقت بالملك اليهودي طلب منها أن تقول بأن المسيح إنسان وأن تبصق على الصليب وتمضي إلى بيتها هي ومن معها.
دُهشت الحفيدة لكلمات الملك، وكانت في التاسعة من عمرها. وإذ سمعت ذلك بصقت على الملك وقالت: "يعلم الله أن جدتي أشرف منك ومن أمك، وعشيرتي أنبل من عشيرتك يا أيها القاتل ربّك!"
مذبحة قاسية:
إذ سمع الملك ذلك أمر بإلقاء الجدة على الأرض وذبح الحفيدة على وجهها حتى يسيل دم الحفيدة في فم الجدة، ثم ذُبحت والدتها آمة على صدر أمها وسال دمها في فمها.
أقامها الملك، وفي سخرية قال لها: "كيف تتذوقين دم حفيدتك وابنتك؟"
أجابته دهوم: "إني أتذوقه كقربانٍ طاهرٍ لا عيب فيه". فأمر الملك بقطع رقبتها وكان ذلك في 20 نوفمبر (تشرين الثاني) من عام 523 م.