بنات صلفحاد
لماذا يُحذف اسم أبينا مِنْ بين عشيرته لأنه ليس له ابن.
أعطنا مُلكاً بين إخوة أبينا. فقدم موسى دعواهن أمام الرب
( عد 27: 4 ،5)
جاءت بنات صلفحاد إلى موسى بشكوى وتظلم، ليطلبن من موسى أن يكون لهن نصيب في ميراث أبيهن، إذ مات أبوهن ولم يكن له ابن، فقدم موسى دعواهن أمام الرب. ليتنا كلنا نتبع مثال موسى عندما نعجز عن كشف فكر الرب بخصوص أية مشكلة. وقد تنازل الرب بالإجابة فوراً وأعطى وصية بخصوص ذلك «أيُما رجل مات وليس له ابن تنقلون مُلكه إلى ابنته» ( عد 27: 8 ).
وفي سفر العدد 36 نجد مشكلة أخرى نتجت عن تسوية المشكلة الأولى، فقد خشى رؤساء عشيرة بني جلعاد من انتقال نصيب بنات صلفحاد إلى سبط آخر إن هن تزوجن في سبط آخر. ومرة ثانية سلَّم موسى الأمر لله، فجاءه الجواب: لا ينقل الميراث بعيداً «وكل بنت ورثت نصيباً من أسباط بني إسرائيل تكون امرأة لواحد من عشيرة سبط أبيها لكي يرث بنو إسرائيل كل واحد نصيب آبائه» ( عد 36: 8 ). وهكذا سوّيت المشكلة تماماً بالنسبة لذلك الوقت ولكل المستقبل.
وتوجد بعض مبادئ هامة يمكن أن نتعلمها من هاتين الحالتين نذكر منها ما يأتي:
أولاً: لا شيء في ما يتعلق بشعب الله يُقرر بواسطة الحكمة الإنسانية، كل قضية أو مشكلة لا بد وأن تُقدم أمام الله.
ثانياً: إذا أعوزتنا حكمة، فالله دائماً على استعداد ليعطي، وليعطي بسخاء، وأي شيء يمس مصالح شعبه ولو كان طفيفاً يجب أن نُحضره أمامه.
ثالثاً: نلاحظ أن الرب كان يعلم بقيام هذه المشكلة، ولكنه انتظر حتى يُحضرها خادمه أمامه، وعندئذ أعطى رأيه في الأمر. ولقد سبق فرأى المشكلة الثانية مع الأولى على السواء، ولكنه أراد أن يستمر شعبه متكلاً عليه. وهكذا ينبغي الالتجاء إليه وحده ليعطي الكلمة الفاصلة في كل مشكلة.
رابعاً: من الجميل أن نلاحظ استعداد الجميع للخضوع حسب أمر الرب، فكلمته كانت كل ما اشتهوا، وحصولهم عليها أثمر خضوعهم برضى.
إن رؤساء الآباء من عشيرة جلعاد، وبنات صلفحاد، وبالفعل جميع الشعب أطاعوا كلمة الله وقبلوها بواسطة موسى. حقاً إن طريق الطاعة هو الطريق الوحيد للبركة. .