|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
فلَمَّا أَبصَراه دَهِشا، فقالَت لَه أُمُّه: ((يا بُنَيَّ، لِمَ صَنَعتَ بِنا ذلك؟ فأَنا وأَبوكَ نَبحَثُ عَنكَ مُتَلَهِّفَيْن)) تشير عبارة " دَهِشا " إلى إعجاب يوسف ومريم من تعليم يسوع الصادر إمَّا عن النعمة أو من خلال تعليمه الذي بشّر به، كما حدث مع بولس الرسول وبرنابا وهما يبشران في ايقونية "مَكَثا مُدَّةً طَويلة يَتَكَلَّمَانِ بِجُرأَةٍ في الرَّبّ، وهُو يَشهَدُ لِكَلِمَةِ نِعمَتِه فيَهَبُ لهُما أَن تَجرِيَ الآياتُ والأَعاجيبُ عَن أَيديهِما (أعمال الرسل 14: 3). والجدير بالذكر أن تعليم يسوع لا يخضع لتقليد مدرسي أو لتعليم شخصي، بل يصدر عن معرفته المباشرة والكلمة للآب كما صرّح يسوع لليهود في الهيكل:" لَيسَ تَعليمي مِن عِندي بل مِن عِندِ الَّذي أَرسَلَني" (يوحنا 7: 16). أمَّا عبارة "يا بُنَيَّ، لِمَ صَنَعتَ بِنا ذلك؟" فتشير إلى عتاب امه على صعيد الالتزام العاطفي بناء على ظنها انه يجب عليه أن يلازمهما ولا يفكر ألَّا بهما. كثيرا ما يحاول الأهل البحث عن الأخطاء التي يرتكبها ابنهم لا عن سبب ضياعه. أمَّا عبارة "فأَنا وأَبوكَ " في الأصل اليوناني ὁ πατήρ σου κἀγὼ(معناها فأبوك وأنا) فتشير إلى ذكر الأب قبل ذكر الأم، وذلك احتراماً لـمكانة الأب في الأسرة . العذراء بالرغم من كل ما نالته من كرامة نجدها في تواضع تقدم يوسف عليها في حديثها. إن مريم اعتادت في مخاطبتها يسوع أن تُسمِّي يوسف أباه. يعلّق القديس أوغسطينوس " معلنًا أن مريم مع ما نالته من كرامة بتجسُّد كلمة الله في أحشائها سلكت بروح التواضع أمام يوسف فقدَّمته عنها". فالأبوة عطية سماوية كما جاء في تعليم بولس الرسول " لِهذا أَجْثو على رُكبَتَيَّ لِلآب، فمِنه تَستَمِدُّ كُلُّ أُسرَةٍ اسمَها في السَّمَاءِ والأَرْض " (أفسس 14:3-15). ونجد هنا أن مريم اعتادت في مخاطبتها يسوع أن تسمي يوسف أباه لان الناس لم يعلموا حينئذٍ أن الله أبوه. أمَّا عبارة " نَبحَثُ عَنكَ مُتَلَهِّفَيْن " في الأصل اليوناني ὀδυνώμενοι (معناها معذَبين) فتشير إلى بحث مريم ويوسف عن يسوع لانهما جهلا أين هو وخافا من أن يعرض له سوءٌ وانه في حاجة أو ضيق. يبحثان عنه بصورة محمومة ومتضايقة خوفا عليه كونه عطية الله لهما. ويعلق العلامة أوريجانوس "لا تبحث عن يسوع في تراخِ وفتور وتردّد كما يفعل البعض، فإنَّ هؤلاء لا يجدوه". |
29 - 12 - 2021, 09:37 PM | رقم المشاركة : ( 2 ) | ||||
..::| VIP |::..
|
رد: يا بُنَيَّ، لِمَ صَنَعتَ بِنا ذلك؟ فأَنا وأَبوكَ نَبحَثُ عَنكَ مُتَلَهِّفَيْن
جميل جدا ربنايفرح قلبك |
||||
|