العصفور المنفرد:
إن كان هناك طائراً يشتهر بالمودة والألفة فهو العصفور، فعادة لا نجد عصفوراً إلا وأليفه معه. وما أقسى ما يعانيه العصفور عندما ـ لسبب أو لآخر ـ يُحرَم من أليفه.
وإن كان هذا نادراً ما يحدث في مملكة العصافير، غير أنه حدث مع أعجب إنسان وُجد على الأرض، إذ عاش فريداً غريباً في عالم لم يعرفه ولم يفهمه أو يُقدره، فنراه يُشَبّه نفسه بالعصفور المنفرد «سهدت وصرت كعصفور مُنفرد على السطح» (مز102: 7)، لقد كان في كل حياته «كالحمامة البكماء بين الغرباء» (عنوان مز56).