رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
صفات الروح القدس اللاهوتية
نضيف إلى كل هذا، أن الروح القدس اشترك مع الآب والابن في عملية الخلق. فكما قيل عن الآب إنه بالابن قد عمل العالمين (عب1: 2) "فإنه فيه خلق الكل ما في السموات وما على الأرض... الكل به وله قد خلق" (كو1: 16). "كل شيء به كان وبغيره لم يكن شيء مما كان" (يو1: 3)... هكذا يقول الكتاب عن الروح القدس: "ترسل روحك فتخلق وتجدد وجه الأرض" (مز104: 30). وقيل في سفر أيوب الصديق "روح الرب صنعني" (أي 33: 4). وهذا يدل على لاهوت الروح القدس، لأن القدرة على الخلق خاصة بالله وحده. وقد ذكر الكتاب صفات إلهية له، منها الأزلية: كما قيل عن السيد المسيح "فكم بالحري دم المسيح، الذي بروح أزلي قدم نفسه لله بلا عيب" (عب9: 14). ومن الصفات الإلهية للروح القدس، وجوده في كل مكان. وفي ذلك قال داود النبي للسيد الإله "أين أذهب من روحك؟! ومن وجهك أين أهرب ؟! إن صعدت إلى السموات فأنت هناك وإن فرشت في الهاوية فها أنت" (مز139: 7) . وطبعًا الواحد الموجود في مكان هو الله. ومن الدلالة على وجوده في مكان، عمله فينا. يقول بولس الرسول "أما تعلمون أنكم هيكل الله، وروح الله يسكن فيكم" (1كو3: 16) وأيضًا "أم لستم تعلمون أن جسدكم هو هيكل للروح القدس الذي فيكم" (1كو6: 19). وسكنى الروح في كل المؤمنين، في كل أقطار الأرض، يدل على وجوده في مكان، وبالتالي على لاهوته. إذن روح الله في كل مكان، يعمل في المؤمنين ويحل فيهم. ومما يثبت لاهوته أيضًا، أنه عالم بكل شيء. كما يقول القديس بولس الرسول "... لأن الروح يفحص كل شيء حتى أعماق الله" ( 1كو2: 10). " وهكذا أيضًا أمور الله، لا يعرفها أحد إلا روح الله " (1كو2: 11). ويقول لنا الرب عن الروح القدس "يرشدكم إلى جميع الحق" ( يو16: 13) "يعلمكم كل شيء، ويذكركم بكل ما قلته لكم" (يو14: 26). الروح القدس قادر على كل شيء: ومن صفات الروح في نبوءة إشعياء إنه "روح القوة" (اش11: 2). وهكذا يتحدث القديس بولس الرسول عن كرازته إنها كانت بقوة آيات وعجائب، بقوة روح الله" ( رو15: 19). ويقول أيضًا "برهان الروح والقوة... بقوة الله" (1كو2: 4). والسيد الرب يقول هذا، كما ورد في سفر زكريا النبي "لا بالقدرة ولا بالقوة، بل بروحي قال رب الجنود" (زك4: 6). ومما يثبت لاهوته أيضًا، أنه مانح المواهب الفائقة. يقول الكتاب "كل عطية صالحة، وكل موهبة تامة، هي فوق، نازلة من عند أبي الأنوار" (يع1: 17). ومع ذلك فإن كل المواهب ينسبها الكتاب إلى الروح القدس كما ورد في إصحاح المواهب (1كو12)، إذ يقول الرسول: "فأنواع مواهب موجودة، ولكن الروح واحد".. (1كو12: 4). وبعد أن ذكر أنواع المواهب ومنها الحكمة، والإيمان، ومواهب الشفاء، وعمل القوات، والنبوة وتميز الأرواح، والألسنة وترجمتها، وقال "ولكن هذه كلها يعمل الروح الواحد بعينه، ٌاسمًا لكل واحد بمفرده كما يشاء" (1كو12: 11). وطبيعي لا يمكن أنت يمنح كل هذه المواهب، إلا الله. والسيد المسيح وصف الروح القدس لتلاميذه بأنه "المعزى البارقليط" (يو16: 7 ). ووصف هذا المعزى بصفات إلهية، فقال: أ- إنه "يمكث معكم إلى الأبد" (يو 14: 16). إذن فهو ليس إنسانًا يمكث معهم فترة ويموت، إنما هو روح الله الذي يمكث معهم إلى الأبد، بل قال عنه أكثر من ذلك إنه: ب- "ماكث معكم ويكون فيكم" (يو14: 17). وعبارة "يكون فيكم" لا ينطبق على إنسان. وقال عنه أيضًا : جـ- "لا يستطيع العالم أن يقبله لأنه لا يراه ولا يعرفه" (يو14: 17). وهذه العبارة أيضًا لا تنطبق على إنسان يراه الناس ويعرفونه. وفي رسالة إلى العبرانيين يصفه الرسول بأنه "روح النعمة" (عب10: 29). وفي نبوة زكريا يقول الوحي الإلهي "وأفيض على بين داود وعلى سكان أورشليم روح النعمة والتضرعات، فينظرون إلى الذي طعنوه، وينوحون عليه كنائح على وحيد له في مرارة..." (زك12: 10). والكتاب يسمى الروح القدس أيضًا "روح القداسة" (رو1: 4). ويقول عنه المرتل في المزمور "وبروح رئاسي أعضدني" ( مز50). ونقول عنه في صلوات الأجبية "روحًا مستقيمًا ومحييًا، روح النبوة والعفة، روح القداسة والعدالة والسلطة". ونقول عنه أيضًا "الملك المعزى، الحاضر في كل مكان والمالئ الكل، كنز الصالحات ومعطى الحياة..."، ونطلب إليه قائلين "هلم تفضل وحل فينا، وطهرنا من كل دنس أيها الصالح، وخلص نفوسنا". وفي سفر إشعياء النبي، ما أكثر الأوصاف التي بها روح الله إذ يقول: "ويحل عليه روح الرب، روح الحكمة والفهم، روح المشورة والقوة، روح المعرفة ومخافة الرب" (اش11: 2). وقد قال السيد المسيح الرب عن بصلئيل الذي قام بصناعة ما يلزم خيمة الاجتماع "وملأته من روح الله بالحكمة والفهم والمعرفة وكل صنعه الاختراع" (خر31: 3-6). ولعل بصالئيل هذا أول مثل لموسى "وتلكم جميع حكماء القلوب الذين ملأتهم روح حكمة أن يصنعوا ثياب هرون لتقديسه ليكهن لي" (خر28: 3). وعن روح الحكمة يصلي بولس الرسول من أجل أهل أفسس لكي يعطيهم الله "روح الحكمة والإعلان في معرفته" (اف 1: 17). وذلك لكي "تستنير أذهانكم ليعملوا ما هو رجاء دعوته". |
29 - 12 - 2021, 11:39 AM | رقم المشاركة : ( 2 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: صفات الروح القدس اللاهوتية
شكرا على العظة ربنا يفرح قلبك |
||||
29 - 12 - 2021, 09:17 PM | رقم المشاركة : ( 3 ) | ||||
..::| VIP |::..
|
رد: صفات الروح القدس اللاهوتية البابا شنودة
مرور جميل جدا ربنا يبارك خدمتك |
||||
|