رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
يايرُس ونازفة الدم وَامْرَأَةٌ بِنَزْفِ دَمٍ مُنْذُ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ سَنَةً ... جَاءَتْ فِي الْجَمْعِ مِنْ وَرَاءٍ، وَمَسَّتْ ثَوْبَهُ ( مرقس 5: 25 - 27) شعر سكان “كورة الجدريين” بالارتياح عند رؤيتهم الرب وهو يرحل عنهم ( مر 5: 37 )، ولكن جمهورًا آخر كان ينتظر ليُرحِّب به لدى عودته إلى كفرناحوم. كان هناك وسط هذا الجمهور شخصان يتلهفان لرؤيته: يايرُس رئيس المجمع، الذي كانت ابنته على شفا الموت، وامرأة مجهولة كانت تعاني من مرض غير قابل للشفاء. وكان يايرُس هو أول مَن تقدَّم نحو الرب، لكن المرأة هي التي تلقَّت العون أولاً. وكان التناقض بين هذين الشخصين اللذين كانا في حاجة إلى عون الرب، تناقضًا صارخًا، ويكشف عن مدى اتساع محبة المسيح ورحمته. لقد كان يَايِرُس أحد رؤساء المجمع المُعتبرين، أما المرأة فكانت شخصية مجهولة لا شأن لها. ومع ذلك رحَّب الرب بكل منهما وساعده. وكان يايرُس على وشك أن يفقد ابنته التي كانت مصدر سعادته لمدة اثنتي عشرة سنة، وكانت المرأة في طريقها إلى أن تتخلَّص من مرض أحزنها لمدة اثنتي عشرة سنة. ولمَّا كان يايرُس رَئِيسًا في المجمع، فما من شك أنه كان ثريًا، لكن ثروته لم تستطع أن تنقذ ابنته. أما المرأة فكانت مُفلِسة! لقد أنفقت كل ما عندها على الأطباء، ومع ذلك لم يستطع أحد منهم أن يشفيها. ولكن وجد كل مِن يايرُس والمرأة المسكينة ما كان يحتاجه عند قدمي الرب يسوع ( مر 5: 22 ، 33). كانت المرأة تُعاني من نَزْفِ دَمٍ غير قابل للشفاء، وكان هذا المرض يقضي عليها ببُطء. وعندما نتفكَّر في إحباطاتها الكثيرة مع الأطباء، نتعجب كيف تحمَّلت الألم والضغط النفسي والاستنزاف طوال هذه المدة. لكن كان هناك عبء آخر، وهو أنه - طبقًا للناموس – كانت هذه المرأة تُعَدّ نجسة من الناحية الطقسية، الأمر الذي حرمها بدرجة كبيرة من ممارستها حياتها الدينية والاجتماعية ( لا 15: 19 -33). يا لها من أعباء قاسية كانت تتحمَّلها! على أية حال، لم تسمح المرأة لشيء أن يعترض سبيلها، وشقت طريقها بعناء وسط الجمهور حتى وصلت إلى الرب. كان يُمكنها أن تقنع نفسها بالعديد من الأعذار للبقاء بعيدًا عنه. كان يُمكنها أن تقول: “كيف يُمكن لإنسانة نكرة مثلي أن تطلب منه المساعدة؟” أو: “إنه ذاهب مع يايرُس، لذلك فلن أُزعجه الآن”. كان يُمكنها أن تظن أنه ما من شيء آخر قد نفعها، فلماذا تحاول ثانيةً؟ لكنها طرحت كل هذه الأعذار والحجج جانبًا، وجاءت بالإيمان إلى الرب، ونالت مُرادها. |
|