متى نجحنا بتنا أحرارًا بالفعل، أي بات بإمكاننا أن نحبّ عن حقّ، والحبّ يجعلنا من معدن الله لأنّ الله محبّة. بالحبّ، إذ ذاك، نقوى على الموت وتصير لنا الحياة الأبديّة. يقيم فينا روح الله القدّوس. نتألّه بالنّعمة، ونصير من أبناء الملكوت. فمَن كان حيًّا على الأرض وقدّس نفسه، على النّحو الّذي وصفنا، فإنّه يَفيض، في العالم، تلقاءً، محبّةً حقّانيّة لا توصف، ويُعين المستعبَدين لِما كان هو مستعبَدًا له، في التّحرّر في الرّوح والحقّ. هذا ولو مات في الجسد فلن يرى الموت إلى الأبد، لأنّ السّيّد الرّبّ الإله قال: “إن كان أحد يحفظ كلامي فلن يرى الموت إلى الأبد” (يو 8: 51)، وأيضًا: “أنا هو القيامة والحياة. مَن آمن بي ولو مات فسيحيا. وكلّ مَن كان حيًّا وآمن بي فلن يموت إلى الأبد” (يو 11: 25 – 26)!
الأرشمندريت توما (بيطار)، رئيس دير القدّيس سلوان الآثوسي، دوما – لبنان